أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

‏هشاشة المسار اليمني وعجز مجلس القيادة… ولماذا الاعتراف بالجنوب العربي بات خيارًا استراتيجيًا للأمن الإقليمي

اوسان بن سدة – حضرموت نيوز 

‏في تقرير حديث أصدره معهد هادسون إحدى أبرز المؤسسات الأميركية المتخصصة في الأمن والسياسة الخارجية حذّر الباحثون من أن الهدوء النسبي في البحر الأحمر وخليج عدن ليس مؤشرًا لحلّ مستقر، بل مرحلة انتقالية محفوفة باحتمالات التصعيد. ويخلص التقرير إلى أن المقاربة الدولية الحالية لإدارة الأزمة اليمنية تقوم على افتراضات لم تعد قائمة على الواقع.

‏فقد تآكلت أدوات الردع أمام تنامي قدرات الحوثيين المدعومين من إيران، ومعها اتسع نطاق التهديد لخطوط الطاقة والملاحة، في ظل غياب سلطة مركزية قادرة على ممارسة دور الدولة. ويشير التقرير بوضوح إلى أن مجلس القيادة الرئاسي عجز عن فرض النظام، لا سياسيًا ولا عسكريًا، ما جعل المحافظات المحررة مكشوفة لفراغ أمني خطير.

‏أزمة شرعية ومسار يستنفد صلاحياته
‏منذ تشكيل مجلس القيادة، رُوّج له كفرصة أخيرة لإنقاذ الدولة اليمنية. غير أن الواقع أثبت هشاشة هذا النموذج، انقسامات داخلية،غياب قرار موحد،فقدان النفوذ على الأرض، تراجع ثقة الشارع.

‏وبالتالي، استمرار الرهان الدولي على هذا الإطار يعني تمديد الأزمة لا حلها، ويؤدي عمليًا إلى توسيع نفوذ الحوثيين وشبكات الإرهاب والتهريب.

‏الجنوب من الساحة المهمشة إلى الشريك الممكن،
‏على الضفة الأخرى، تقف القوى الجنوبية اليوم بوصفها الطرف الوحيد الذي يمتلك، سيطرة فعلية على الأرض المحررة ،مؤسسات أمنية منظمة، إرادة سياسية معلنة، قاعدة اجتماعية مانحة للشرعية،سجلًا ميدانيًا في مواجهة الحوثيين والاخوان المسلمين والقاعدة وداعش،وهي معطيات تشكّل أساسًا لدولة قابلة للحياة، لا مجرد كيان انفصالي ناشئ.

‏لماذا الاعتراف بدولة الجنوب يخدم الأمن الدولي؟
‏الاعتراف ليس تفكيكًا فوضويًا لليمن، بل استجابة واقعية لانهيار منظومة لم تعد موجودة. وهو يفتح الباب أمام:
‏1.شريك مسؤول قادر على تأمين مضيق باب المندب وخطوط الملاحة والطاقة.
‏2.تقليص نفوذ إيران والحوثيين وحرمانهم من استغلال الفراغ الأمني.
‏3.بناء منظومة أمن إقليمي قائمة على المصلحة المشتركة لا الوهم السيادي.
‏4.توحيد الجهد العسكري ضد الإرهاب والتهريب.

‏هنا يصبح الاعتراف ليس خيارًا سياسيًا فقط، بل ضرورة أمنية تحمي مصالح الغرب والمنطقة على السواء.

‏ومن ذلك ممكن نخلص إلى أن أمن الملاحة يبدأ من قراءة الحقائق
‏السؤال لم يعد:
‏هل ينبغي الحفاظ على “وحدة اليمن”؟
‏بل أصبح:
‏هل يمكن للمنطقة والعالم أن يتحملا استمرار كيان منهار لا يملك أدوات الأمن والسيادة؟
‏الإجابة التي يلمّح إليها تقرير هادسون، وتفرضها الوقائع على الأرض، واضحة:

‏لا بد من شريك جديد معترف به يمتلك الشرعية والقدرة والمصلحة.
‏ودولة الجنوب العربي الاتحادية اليوم هي المرشّح الواقعي والوحيد لهذا الدور .

‏⁧‫#الجنوب_العربي_والأمن_الإقليمي‬⁩

https://www.hudson.org/yemen-truce-calm-storm

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic