بصمات الإنسان في العصر الحجري في وادي الغبر بدوعن

علوي بن سميط – حضرموت نيوز

بوادي الغبر، وفي منطقة القِزَّة بدوعن، أكدت الاكتشافات الأثرية العلمية وجود مساكن للإنسان القديم في حضرموت منذ أكثر من مليون عام مضى، وهي الفترة التي تُعرف بالعصر الحجري القديم أو العصر الألدوي. وقد تمّ التعرّف على ذلك من خلال ثلاث مغارات بهذه المنطقة تعود إلى ذلك العصر، حيث عثر علماء الآثار والأنثروبولوجيا فيها على أدوات حجرية متعددة الوظائف وملتقطات أثرية من تلك الحقبة.

وقد تم هذا الاكتشاف في بداية ثمانينيات القرن العشرين الماضي، وبلغ عدد الأدوات الحجرية التي عُثر عليها نحو (1500) أداة، إضافةً إلى مواقد وهياكل عظمية ضخمة وصغيرة، وبقايا حيوانات يبدو أنّها كانت قد اصطيدت من قِبل إنسان ذلك العصر الحجري القديم الذي سكن هذه المغارات، أي الإنسان الحضرمي القديم.

ويؤكد العلماء أنّ هذا الكشف يُعدّ الأول من نوعه على مستوى الجزيرة العربية لمغارات وكهوف سكنها الإنسان في العصر الحجري القديم، بل إنه يُشكّل الانطلاقة الحقيقية لبداية دراسة تاريخ المنطقة وشبه الجزيرة العربية عموماً منذ بدايات فجر التاريخ.

ولم يكن هذا الاكتشاف بعيداً عن أقدم المدن في مملكة حضرموت القديمة، وهي مدينة ريبون المطمورة، التي تم الكشف عنها في عدة مواسم للتنقيب بين عامي 1983م و1985م. وقد أظهرت هذه الاكتشافات عدداً من المباني والمعابد التي خُصِّصت للآلهة القديمة، إضافةً إلى النقوش والآثار التي تعود إلى ما قبل القرن السابع قبل الميلاد، كما كشفت عن منشآت الريّ القديمة. ويُعرض بعض هذه الآثار حالياً في متحف سيئون للآثار، فضلاً عن الأسلحة الحجرية الحادّة التي عُثر عليها في منطقة القِزّة، حيث سكن الإنسان الحضرمي القديم في مغارات قريبة من نبع شرحبيل بالوادي القديم.

ومن القِزّة إلى ريبون بدوعن في الثمانينيات، ثم إلى جوجة في التسعينيات، فإنّ الاكتشافات التي سُجّلت علمياً ووُثّقت تؤكد حاجة حضرموت إلى مزيدٍ من المسوحات والتنقيبات لكشف المزيد والمزيد من أسرار أقدم حضارة عرفتها الجزيرة منذ فجر التاريخ.

# علوي بن سميط
السبت ٨ نوفمبر ٢٠٢٥م

• نتائج أعمال البعثة اليمنية السوفيتية – الدليل الصادر في عام 1984م.
• تاريخ حضرموت وحضارتها: قضايا دراستهما والبحوث الأخيرة ضمن كتاب الجديد في الشرق القديم الصادر عام 1988م.