محطة توزيع غاز السيارات في فوة – المكلا

بقلم: أ. د. خالد سالم باوزير

كعادتي، أستيقظ بعد رفع أذان الفجر، وأخرج لقضاء بعض الأعمال اليومية، ثم أعود إلى البيت.
لكن في ذلك اليوم كان لدينا ارتباط بعمل في أحد المرافق الحكومية، ومن الضروري الحضور في الساعة التاسعة صباحًا، فقلت في نفسي: اليوم سأخذ قسطًا من الراحة.

وفجأة، حدّثني أحد الجيران قائلًا إن محطة فوة باتجاه ابن سيناء، مقابل مطعم السدة الشهير، تقوم بتوزيع الغاز وتعبئة وقود السيارات.
اتجهت مباشرة إلى البيت، وأخذت إحدى سيارات العائلة التي تعمل بالغاز، وتوجهت بها إلى تلك المحطة.

عند وصولي إلى الموقع، وجدت مالك المحطة، وكان رجلًا خلوقًا رحّب بي وبمرافقي، وهو أحد الجيران الذي لديه سيارة تعمل بالغاز مثل سيارتي. وكانت الكهرباء غير مشغّلة في تلك اللحظة، فقال لنا صاحب المحطة – وهو الشيخ بن منصر العمودي –:
“انتظروا نصف ساعة حتى تُشحن البطاريات بطاقة من الماطور، فهو قديم ولا يولّد سوى ربع قوته.”

ابتسمت وقلت: “لا بأس.”
فدعانا للجلوس في مكتبه، لكنني شكرته وقلت له: “دعنا نجلس هنا في نسمات الطبيعة، نستمتع بنسيم الصباح الجميل.”
كان صباحًا شتويًا رائعًا من أيام مدينة المكلا، والهواء البارد يهب علينا وكأننا في إحدى مدن ساحل البحر المتوسط في ربيع تونس.

طالت مدة الانتظار قليلًا، لكن الرجل كان لبقًا في حديثه وتعاملِه، وكرّر قوله:
“اصبروا عشر دقائق فقط، وتُعبَّأ سياراتكم بالغاز.”

انتظرنا حتى أشرقت الشمس، وكانت أشعتها باردة منعشة، ثم اتجهنا إلى ماكينة التعبئة وملأنا خزان السيارة حسب سعته.

قبل المغادرة، حدثنا الشيخ العمودي قائلًا:
“لدي محطات أخرى في أمبيخة، وهذه واحدة منها أمام مطعم السدة، على طريق ابن سيناء – فوة، وهناك محطة أخرى في الستين. أنت أو غيرك، في أي وقت تحتاجون فيه الغاز أو الوقود، ستجدون ما تطلبون بإذن الله. هذه السيارة أمامكم هي خزان ينقل الغاز من مأرب إلى محطاتي، لخدمة المواطنين في حضرموت وخارجها.”

شكرته على لطفه وتعاملِه الراقي وأمانته مع الزبائن، وقلت له:
“كثر الله من أمثالك يا عمودي، فأنتم أبناء حضرموت بحق، من المستثمرين الذين يخدمون محافظتهم وأهلها وكل ضيوفها.”

وختمت بدعائي له ولأمثاله بالتوفيق والسداد في خدمة حضرموت وأهلها.