قصة مدفع شبام حضرموت

علوي بن سميط- حضرموت نيوز
يعتبر مدفع شبام حضرموت من أقدم المدافع بحضرموت إذ يعود عمره إلى منتصف القرن التاسع عشر وهو المدفع الظاهر في الصورة والذي يربض تحت قصر شبام ( الحصن البحري ) الجنوبي, ودخل المدفع كسلاح ثقيل إلى شبام في 1857 م والذي دك كوت الركز بداناته الحجريه المدورة ومعه مدافع أخرى وكذا ضرب به كوت ( قلعة سعيدية)، ليصبح هذا المدفع فيما بعد _ حاليا لاتوجد له قاعدة_ أصبح يضرب به تنبيها للإفطار وكذا للسحور وأيضاً لرؤية هلال العيد وعيد الأضحى وأيضا في ربيع ثاني هذا المدفع ليس من المدافع العثمانية التركيه بل هو من مدافع حكومة الهند الشرقية أي انه مدفعا بريطانيا ..
استخدم مدفع رمضان الشبامي من اربعينيات القرن الماضي لتنبيه سكان شبام والمناطق المحيطة بوقت الإفطار حيث يطلق طلقة تسمع في أنحاء الارجاء وكذلك وقت السحور بعد أن يكمل المفلح جولته إلا أن المدفع بقي بإطلاقه وقت المغرب للإفطار واوهل مابدأ أن اتخذت السلطات مكانا لإطلاقه في بير طبيبه شرقي شبام بالمكان المعروف( عدانة الدمان) وظل لفترة طويلة بهذا الموقع إذ تطلق ثلاث طلقات ليلة دخول رمضان ثم خلال أيام رمضان مرتان مع السحور ومع الإفطار، وكان يقوم عليه أسرة معروفة هم آل مبارك سعيد تولوا مهمة صيانته وإطلاقه وبيتهم المعروف المشرف على المسيال مجاورا لسدة شبام ( البوابة)انتقل موقع المدفع إلى مواقع أخرى ولكنها لم تدم طويلا إلى ان استقر غرب المدينة في المساحة الفاضية المعروفة بالبديح مابين مشرح آل باجعفر وعامر مزينان وظل ضرب للإفطار من ذلكم المكان حتى مابعد الاستقلال والى بدايات السبعينات، وكان يقوم بمهمة إطلاقه آل مبارك سعيد غفر الله لهم وكل من سالم فرج بن منيصور وأخيه صالح فرج رحمة الله عليهما إلى أن توقف جراء دخول أجهزة الضبط والتوقيت العصرية فضلا عن قلة توفر مادة البارود وقلة الصيانه للمدفع.
في 2013م أعيد من جديد المدفع باهتمام من جمعية حماية العمارة الطينية وتم وضعه أولا بالجهة الغربية القبلية لنهاية جسر شبام قريبا من موقعة لآخر مره، ثم في السنة الأخرى نقل من تحت الحصن إلى البطحاء ووضع على أحد الاحساء وربطه بالحبال وعدد من الجواني المملؤه بالطين لعدم وجود قاعدته والعجلات الحديدية التي تساعد على اتزانه حيث أنه مع الاطلاق يتمايل رغم وزنه الثقيل.
وقد قام على إطلاقه أبناء سالم فرج بن منيصور وقدموا ذلك تطوعا منهم، وتوقف منذ عشر سنوات ولم يعد يطلق لأسباب متعددة منها عدم توفر المادة المتفجره التي تعطي دويا يسمع في كل مكان ( البارود) أو جراء الاهتزاز الذي يخلفه بالمباني أو لصعوبة نقله لثقله وحراسته بوسط البطحاء.. منذ نحو عشر سنوات لم يسمع صوته الارتجاجي الذي سمع حينها حتى 10 كيلو متر إلى الغرب والشمال.
عموما فإن هذا المدفع الذي دخل شبام في 1857م صناعته كانت في 1832م وفقا وبحثا اجريته من عدة مراجع وصناعة بريطانية وهناك مدافع أخرى بشبام مابين البريطانية والعثمانية متفاوتة الأحجام.
اما عن استعمالات المدفع الشبامي في الأعياد والمناسبات الدينية والتقاليد والعادات يقول الشخصية الاجتماعية الشيخ/ طيب علي التوي اطال الله بعمره( يطلق مدفع الدولة في شبام بدخول شهر رمضان، وفي الشهر يطلق مرتان مع السحور والإفطار وفي العيدين الفطر والاضحى تطلق من المدفع 3 طلقات لكل عيد وفي رؤيه هلال ربيع أول وثبوت الهلال تطلق 12 طلقة وهي بإذن من السلطان أو من ينوبه في عاصمة اللواء شبام).
مدفع شبام أضحى جزءا مهما من تاريخ المدينه مع تعاقب الدول والمراحل ويحتاج الى نصبه بمكان بوسط المدينة الساحة العامة سرحة الحصن كرمز لشبام وقت الحرب والسلم مثل المدافع الموجودة بالشحر والمناطق التاريخية الاخرى.