أهم الاخبارمال وأعمال

من مصفاة إلى مصنع للأمل.. كيف تُحوِّل بترومسيلة الوقود إلى حياةٍ كريمة؟

خاص – حضرموت نيوز

في خطوة تُلامس نبض الشارع الحضرمي، تُواصل شركة بترومسيلة كتابة فصل جديد من مسيرتها الوطنية عبر مشروعها الاستراتيجي “مصفاة المازوت”، الذي بدأ يُثمر اليوم بتحسين إمدادات الوقود لمحطات الكهرباء، مُخففًا من معاناة المواطنين بعد أشهر من الانقطاعات المُتكررة التي بلغت ذروتها في رمضان الماضي (10 ساعات انطفاء مقابل ساعتي تشغيل).

الوقود يتدفق.. والنور يعود

بتنسيق استثنائي مع الجهات المحلية، نجحت بترومسيلة في تحميل 14 قاطرة بأكثر من 750 ألف لتر من المازوت، متجهة إلى محطات توليد الكهرباء في الريان والفقيد السقطري بالشحر والحُرشيات. هذه الشحنات، التي تُعتبر الأضخم منذ بدء الأزمة، من المتوقع أن تُقلص ساعات الانقطاع إلى النصف خلال الأسابيع المقبلة، وفقًا لمصادر داخلية أكدت لـ”حضرموت نيوز” أن الفرق الفنية تعمل على مدار الساعة لضمان استمرارية الإمداد.

من “الاستيراد المكلف” إلى “الاكتفاء الذاتي”

لا تقتصر أهمية المبادرة على إعادة التيار الكهربائي فحسب، بل تمتد إلى إنقاذ خزينة السلطة المحلية من خسائر فادحة كانت تُدفع مقابل استيراد الوقود من محافظات مجاورة بأسعار تفوق 30% من التكلفة الإجمالية. هنا يعلق الخبير الاقتصادي د. عبدالله باسليم: “مصفاة المازوت ليست مشروعًا طاقويًا عاديًا، بل هي درع واقٍ للاقتصاد المحلي من استنزاف العملة الصعبة، وخطوة أولى نحو تحرير حضرموت من ربقة التبعية”.

بترومسيلة: رؤية تتجاوز النفط

في تصريح حصري لمدير المشروع المهندس محمد السقاف، أكد أن “المصفاة تُجسد رؤية الشركة لتحويل التحديات إلى فرص. فبدلًا من انتظار الحلول، قررنا أن نكون جزءًا منها عبر استثمار مواردنا التقنية في مشاريع مستدامة تُلامس حياة الناس”. ولم يقتصر حديثه على المازوت، بل كشف عن خطة طموحة تشمل:

1. مشاريع الطاقة الهجينة: دمج الطاقة الشمسية مع محطات الوقود لتخفيض الاستهلاك بنسبة 40%.

2. منصات ذكية للرصد: استخدام تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) لمراقبة استهلاك المحطات والتنبؤ بالأعطال قبل حدوثها.

3. استغلال الغاز المصاحب: تحويل الغاز المُهدر في الحقول إلى مصدر إضافي لتوليد الكهرباء.

المواطنون: “نرى النور.. ونطمح للمزيد”  

من الشحر إلى المكلا، بدأت بوادر الأمل تظهر. يقول عبدالرحمن، صاحب مَخبز: “انقطاع الكهرباء كان يُكبدني خسائر يومية، لكن خلال الأسبوع الماضي تحسنت الخدمة بشكل ملحوظ”. بينما تطالب رائدة، مُدرسة، ب”تعميم التجربة على كل المحافظات”.

ختامًا:

بينما تُضاء شوارع حضرموت تدريجيًا، تُثبت بترومسيلة أن المشاريع الاستراتيجية ليست مجرد خطط على الورق، بل هي قصص نجاح تُكتب بإرادة وطنية وفكرٍ استباقي. المصفاة اليوم ليست منشأة لتكرير الوقود، بل هي شعلة أملٍ تُعيد تعريف دور الشركات الوطنية في صناعة المستقبل.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish