تقارير وتحقيقات

حضرموت بين مطرقة التجاذبات وصعود النزعة الذاتية

لمشهد المعقّد في وادي الهضبة

خاص- حضرموت نيوز:

تشهد محافظة حضرموت تصاعداً لافتاً في وتيرة الحراك السياسي والاجتماعي، مدفوعاً بشعور عارم لدى أبنائها بضرورة انتزاع القرار وتمثيل الذات بعيداً عن التجاذبات الخارجية والإقصاء المتواصل.

في هذا السياق، دعا الناشط صالح العبيدي إلى الكفّ عن التدخل في شؤون حضرموت، مؤكدًا أن أبناءها يتمتعون بدرجة عالية من الوطنية والاستعداد لحماية محافظتهم بأنفسهم، مشيداً بقدرة “النخبة الحضرمية” على تأمين الساحل وحتى الوادي، رغم وصفه للأخير بـ”المحتل”. ولفت إلى فشل المال الإقليمي – رغم سخائه – في تحشيد الفعالية القبلية الأخيرة، مستبعداً أن يكون له تأثير فعلي في إعادة تشكيل المشهد العسكري في الساحل المحرر.

من جانبه، علّق أبو عهد الشعيبي الصولاني على بيان فعالية هضبة وادي حضرموت، معبراً عن تمنياته بالتوفيق لأبناء الهضبة، لكنه شدد على أن الأولوية يجب أن تكون لتحرير الوادي، معتبراً أن أي مطالبات بالحكم الذاتي قبل التحرير هي سابقة لأوانها.

وفي إطار الجدل السياسي، لفت يعقوب السفياني إلى تعثر تنفيذ “مصفوفة المعالجات الاقتصادية والخدمية” التي طُرحت في اجتماعات متعددة مع رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، محمّلاً الجهات التي تقاعست عن فرض تنفيذ هذه المصفوفة مسؤولية الفراغ الذي مكّن شخصيات حضرمية، كعمرو بن حبريش، من التحرك منفردة. ورفض السفياني محاولات التشكيك في نوايا أو طموحات بن حبريش، معتبراً ما يجري نتيجة لتداعيات لا تُفهم إلا بفهم أعمق للواقع الحضرمي.

وفي لهجة ناقدة، كتب عبدالرحمن الطحطوح ساخرًا من ضعف الإقبال على فعالية الهضبة، مشيرًا إلى أن عدد الحاضرين كان أقل من عدد المشاركين في إفطار رمضاني نظمه شباب في عدن، في تهكم واضح على من يدّعون تمثيل إرادة حضرموت.

أما خالد الكثيري، فسلّط الضوء على تحركات الشيخ عمرو بن حبريش، والذي يقود حشدًا قبليًا في الهضبة مدعيًا أنه مكلف من قبل الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي، لتجنيد 12 لواءً عسكريًا برواتب مغرية. ووصف الكثيري المشهد بأنه محاولة لتقديم بن حبريش كقائد مفوض من الرياض لتمثيل مطالب حضرموت، وسط صور ولافتات تروّج لهذا التفويض.

في منحى آخر، عبّر القيادي الحضرمي المتحوث، ناصر باقزقوز عن أن ما أسماه بـ”ظلم المحتل الإماراتي وأدواته الضالعية” هو ما أيقظ ما وصفه بـ”التنين الحضرمي”. وزعم أن الحضارم اليوم أصبحوا في موقع مناهض للجميع، بعد أن امتنعوا عن رفع أعلام الجنوب واليمن، ورفعوا السقف باتجاه مشروع الحكم الذاتي، بل وأصبحوا، حسب وصفه، أقرب لأن يكونوا دولة قائمة بذاتها.

خاتمة:

تبدو حضرموت اليوم في مفترق طرق حقيقي، بين طموحات أهلها المشروعة في تمثيل أنفسهم، ومحاولات تطويعهم ضمن أجندات قوى متعددة داخلية وخارجية، بدأت ترسم ملامحها في النزعة الفردية التي يتبناها خلف قبائل بن حبريش. وبين دعوات التحرير والحكم الذاتي، تتبلور معادلة جديدة قد تعيد رسم خريطة القوة والتأثير في الجنوب، وربما اليمن كله.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish