طفلة تلفظ أنفاسها الأخيرة أمام بوابة مستشفى.. ووالدها يصرخ قتلوها ملائكة الرحمة

خاص – حضرموت نيوز
بدموعٍ مكتومة وذراعين مرتجفتين، حمل الأب علاء طفلته الصغيرة إلى بوابة مستشفى “الصفوة” في مدينة تعز، يطارد بصيص أمل ينقذ حياة ملاكٍ صغير يتشبث بأنفاسه الأخيرة. لم تكن سوى خطوات تفصل بين الحياة والموت، لكن جدران المستشفى كانت أكثر برودًا من جليد الانتظار، وشعاره لم يكن أكثر من لوحة معلقة بلا معنى.
“لا يوجد سرير”… ثلاث كلمات قتلتها مرتين
كانت الطفلة تحتاج لتدخل طبي بسيط: جرعة أوكسجين، لمسة إسعافية، عناية أولية… لكن المستشفى لم يفتح أبوابه. لم يُستقبل الأب سوى بتلك العبارة القاسية: “لا يوجد سرير”. لم تُقدّم للطفلة حتى أبسط حقوقها في الحياة. دخلت في غيبوبة، بين أنفاس متقطعة، بينما الطاقم الطبي يكتفي بالمشاهدة.
مستشفى بلا قلب… وإنسانية مغتالة
لم يقترب منها أحد، لم ينظر طبيب في وجهها الصغير، ولم يشعر أحد برجفة صدرها أو توسلات جسدها الصامت للنجاة. في لحظة قاسية، توقفت الحياة بين ذراعي والدها. ماتت الطفلة أمام بوابة طبية يُفترض أنها خُلقت لتمنح الحياة، لا أن تُنهيها.
صرخة في وجه القسوة: من يعيد للطب ضميره؟
غادرت الطفلة الحياة، تاركة دمعة لا تجف على خد والدها، ووصمة عار تلاحق مستشفى الصفوة. صرخة المدينة لا تزال تتردد:
متى تصبح المستشفيات ملاذًا للضعفاء لا مقاصل باردة تُنهي أرواحهم؟
متى يعود الضمير إلى قلوب الأطباء؟
متى تكون حياة الإنسان أولًا، لا رهنًا بـ”سرير شاغر” أو قدرة مالية؟
ليست الأولى… ولن تكون الأخيرة
ليست هذه الطفلة أول ضحايا الإهمال الطبي، ولن تكون الأخيرة، طالما أن الرحمة غائبة، والضمير الطبي مخدَّر، والمحاسبة في سبات عميق. نحن لا نحتاج المزيد من البُنى الخرسانية، بل إلى نظام صحي يقدّس الروح البشرية، ويعيد للطب وجهه الإنساني الحقيقي.