مشروعية الخلاف مع علي عبدالله صالح

بقلم: حسين مقبل
الخلاف الذي كان بيننا وبين علي عبدالله صالح كان في جوهره خلافًا سياسيًا داخل الإطار الوطني، مع طرف يمني الأصل والهوية، لم يسعَ لتفكيك النسيج الاجتماعي أو تغيير هوية الدولة.
صالح، رغم ما له وما عليه، لم يكن مشروعًا طائفيًا، ولم يُخضع الدولة لإرادة خارجية تتعارض مع تاريخها وثقافتها.
أما ما نواجهه اليوم مع الحوثي، فهو ليس خلافًا سياسيًا، بل صراع وجودي مع مشروع فوق وطني، طائفي الجذور، يهدف إلى إعادة صياغة هوية اليمن وتحويلها إلى ملحق ( إيراني) في مشروع إقليمي أوسع.
الحوثي لا يرى في اليمنيين شركاء في الوطن، بل أتباعًا ووقودًا لمعارك لا تخدم مصالحهم، بل تخدم حسابات الخارج وأوهام الهيمنة الخومينية.
الفرق بين الخصمين إذًا هو الفرق بين خلاف داخل البيت، يمكن رأب صدعه، وصراع مع غازٍ يفرض نفسه بقوة السلاح ويهدد وجود الكيان الوطني ذاته.
لهذا حين نرفض التعزية في مقتل أي قيادي حوثي، فذلك ليس نابعًا من قسوة أو تجرد من الإنسانية، بل من موقف مبدئي تجاه مشروعهم الطائفي العابر للهوية الوطنية.
فلا يُقارن هذا الموقف بموقفنا من وفاة علي عبدالله صالح، لأن البعض جالس من أمس يردد أنتم حزنتم على صالح فأيش المانع من الحزن على واحد حوثي.