أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

انتصار الحمادي: من حلم الأزياء إلى زنازين الحوثي

خاص ـ حضرموت نيوز

تواصل ميليشيات الحوثي الإرهابية نهجها القمعي ضد النساء في اليمن، عبر حملات اعتقال تعسفية، وتكميم للأفواه، وقمع للحريات الشخصية، واستغلال ممنهج للفتيات، وسط انتهاكات جسيمة شملت التعذيب والعنف الجنسي والاختفاء القسري. أحدث فصول هذا القمع كان استهداف عارضة الأزياء اليمنية الشابة انتصار الحمادي، التي وجدت نفسها محتجزة في سجن بصنعاء بتهم ملفقة، في قضية تعكس مدى انتكاسة حقوق المرأة في ظل سيطرة الميليشيات المدعومة من إيران.

قمع ممنهج وانتهاكات للحريات

كانت انتصار الحمادي، الفتاة البالغة من العمر 19 عامًا، تسعى لشق طريقها في عالم الأزياء، حيث خضعت لجلسات تصوير لصالح مصممين محليين، ونشرت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، مرتدية أزياء يمنية تقليدية وسترات عصرية، بعضها دون غطاء رأس. لكن طموحها اصطدم بجدار القمع الحوثي، حيث اعتُقلت في 20 فبراير أثناء توجهها إلى جلسة تصوير برفقة صديقتين لها وصديق، من دون مذكرة توقيف أو توجيه تهم واضحة.

محاولة لتوريطها في قضايا أخلاقية

يؤكد محاميها خالد الكمال أن ميليشيات الحوثي تحاول تشويه سمعتها بتهم ملفقة، مثل الدعارة والمخدرات، في محاولة لمعاقبتها بسبب عملها في مجال الأزياء، الذي يرفضه الحوثيون باعتباره خروجًا عن التقاليد المتشددة التي يسعون لفرضها بالقوة. وأضاف الكمال: “إلى الآن، لا توجد أي تهم رسمية، ولكن هناك محاولات ممنهجة لتوريطها في قضايا أخلاقية ملفقة، فقط لأنها تجرأت على ممارسة عمل لا يروق للميليشيات”.

التنكيل بالنساء في مناطق الحوثيين

لا تُعد قضية انتصار الحمادي حادثة فردية، بل تأتي ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات الحوثية بحق النساء، حيث مارست الميليشيات أبشع أشكال القمع ضد المرأة، بما في ذلك:

الاعتقالات التعسفية بتهم زائفة تتعلق بـ”مخالفة الآداب العامة”.
العنف الجنسي داخل السجون، حيث تعرضت العديد من المعتقلات لانتهاكات مروعة.
التعذيب والاختفاء القسري، كما وثقت تقارير حقوقية دولية.
الإقصاء من الوظائف العامة، ومنع النساء من ممارسة أي أنشطة اقتصادية بحرية.

“الحرية لانتصار”.. حملة حقوقية ضد الحوثي

أطلق ناشطون حقوقيون حملة تحت وسم #الحرية_لانتصار، مطالبين بالإفراج الفوري عنها، وتسليط الضوء على القمع الحوثي للنساء. وقال توفيق الحميدي، رئيس منظمة “سام” للحقوق والحريات، إن الحوثيين يرون أن القضية أخلاقية وفقًا لرؤيتهم المتطرفة، مضيفًا أن “عمل انتصار الحمادي كموديل هو أمر غير مقبول لدى الجماعة، التي تستلهم ممارساتها القمعية من إيران”.

حياة المرأة في ظل حكم الحوثي.. من سيئ إلى أسوأ

تسببت الحرب والانقلاب الحوثي في تدهور أوضاع المرأة اليمنية إلى مستويات كارثية. ووفقًا لتقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن هناك 2.6 مليون فتاة وامرأة في اليمن يتعرضن للعنف، سواء الجسدي أو النفسي أو الجنسي. كما ارتفعت معدلات الزواج القسري، وسط استغلال الحوثيين للفقر المدقع لفرض سيطرتهم على الأسر والمجتمعات الضعيفة.

في صنعاء وغيرها من المناطق الخاضعة للحوثيين، باتت النساء يواجهن قيودًا غير مسبوقة على حرية التنقل والعمل والتعليم، إضافة إلى الإقصاء المنهجي من الفضاء العام.

رسالة واضحة: الحوثيون عدو المرأة اليمنية

ما تواجهه انتصار الحمادي اليوم هو مثال صارخ على القمع الحوثي، الذي لا يقتصر على ميدان القتال، بل يمتد ليخنق أبسط الحقوق الإنسانية، خاصة للنساء. وفي ظل استمرار هذه الانتهاكات، تظل المرأة اليمنية تدفع ثمن الحرب والقمع، في معركة لا تقل ضراوة عن المعارك العسكرية التي تشهدها البلاد.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish