مقالات الرأي

تصحيح المسار الإعلامي لحلف قبائل حضرموت: ضرورة ملحّة

بقلم م. مهدي العكبري
منذ انطلاق التصعيد الأخير، الذي تم بقرار انفرادي دون توافق شامل بين المرجعيات القبلية، حذرنا من خطورة إقحام حلف قبائل حضرموت في صراعات سياسية وشخصية. فالحلف، منذ تأسيسه، يمثل حضرموت بكل مكوناتها، وكان من الضروري الحفاظ على وحدة قراره.

ورغم التحفظات على انفرادية قرار التصعيد والطريقة التي يتم بها تنفيذ عملية التصعيد، فإن الجميع دون استثناء لم يعارض المطالب (الحقوقية) المعلنة في كل بيانات الحلف حفاظًا على تماسك كيان الحلف واعطاء الفرصة لمراجعة اخطاء قيادة الحلف ومحاولة اصلاح مايمكن اصلاحه لعودة الحلف الى وضعه الطبيعي لايماننا بضرورة عملية اصلاح اختلالات الحلف وفرص إمكانية إصلاحها ، إذ إن تكلفة الإصلاح تبقى أقل بكثير من إنهاء وهدم هذا الكيان الهام لحضرموت.

لكن ما يثير القلق هو الانحراف الحاصل في الخطاب الإعلامي المصاحب للتصعيد، حيث خرج في كثير من الأحيان عن الضوابط والأعراف القبلية التي تشكل أساس النظام الداخلي للحلف. ولذا، كان من الضروري أن يتولى الناطق الرسمي، المسؤولية ضبط هذا الخطاب، بحكم معرفته بالأعراف القبلية، حفاظًا على صورة الحلف ومنع تحميله تبعات اي أخطاء إعلامية سواء مقصودة او غير مقصودة.

إضافة إلى تأثير القرارات الانفرادية على تماسك الحلف والنسيج القبلي و المجتمعي في حضرموت ، فإن الخطاب الإعلامي المنفلت قد زاد من تعقيد الوضع، وربما كانت أضراره على النسيج القبلي والمجتمعي في حضرموت أشد من اثر القرارات الانفرادية ذاتها. فالقرارات الانفرادية لقيادة الحلف يمكن مراجعتها والاحتكام فيها إلى الأعراف القبلية في اي مرحلة لاحقة وتحميل من اتخذها المسؤلية عنها وعن تبعاتها واثارها ، أما الخطاب الإعلامي المنفلت، فتصعب معالجته أو التخفيف من آثاره السلبية او حتى تحميل الافراد الذين يصدر عنهم مسؤليته.

لذا، نجدد نصيحتنا لاخواننا في الحلف الحلف بضرورة ترشيد الخطاب الإعلامي وإسناد مهمة الإشراف عليه إلى الناطق الرسمي، لضمان انسجامه مع الأعراف القبلية وخدمة أهداف التصعيد، بعيدًا عن التوترات التي قد تضر بالحلف وبالنسيج القبلي في حضرموت . كما ننصح رئيس الحلف، في حال عدم قدرته على ضبط الإعلاميين المحسوبين على نشاط التصعيد الذي يشرف هو شخصيا على كل الانشطة المصاحبة له ، بأن يسعى لنقل مسؤولية هذا الخطاب إلى “مؤتمر حضرموت الجامع”، كونه مكونًا سياسيًا مدنيًا يستطيع تحمل تبعات أي أخطاء إعلامية وان لايحمل نفسه والحلف المزيد من تبعات هذه الاخطاء…

وفي الختام، نؤكد أن هذه النصائح تأتي من منطلق الحرص على وحدة وتماسك الحلف، فهو حلف كل ابناء حضرموت وسنواصل تقديم المشورة لضمان بقائه على النهج الصحيح.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish