أخبار المحافظاتأهم الاخبار

عرض مسرحي هابط في المؤتمر الأول للنظام الصحي في اليمن

خاص – حضرموت نيوز

في وقت تعاني فيه المستشفيات اليمنية من انهيار شبه كامل في البنية التحتية الصحية، أثار عقد المؤتمر الأول للنظام الصحي في اليمن في قاعات فاخرة وبميزانيات ضخمة موجة واسعة من الانتقادات والغضب الشعبي.

أقيم المؤتمر وسط أجواء فارهة، في عدن، حيث ازدانت القاعات بأفخم الديكورات، وتلألأت الأضواء على وجوه النخب السياسية والاقتصادية. خُطَبٌ رنانة وولائم فاخرة وزوايا مخصصة لالتقاط الصور التذكارية، بينما في الخارج، يتزاحم المواطنون أمام مستشفيات حكومية تفتقر إلى أبسط مقومات الرعاية الصحية.

مفارقة صارخة بين القاعات والمستشفيات
فيما كانت تُناقش في المؤتمر خطط “تحسين” القطاع الصحي، كان آلاف المرضى يصارعون الألم في مستشفيات بلا أدوية، وأجهزة معطلة، وأطباء ندر وجودهم في القطاع الحكومي بعد انتقال معظمهم إلى العيادات والمستشفيات الخاصة، هناك حيث الفواتير الباهظة، والخدمات التي حولت العلاج إلى “حكم بالإعدام” على المرضى الذين لا يملكون القدرة على الدفع.

“كم من مريض فقد حياته لأنه لم يجد سريرًا شاغرًا أو دواءً متوفرًا؟” هكذا تساءل أحد المواطنين الغاضبين، مضيفًا: “الأموال التي تنفق على هذه المؤتمرات كفيلة بإنقاذ أرواح المئات وتطوير المستشفيات”.

فعاليات استعراضية أم حلول حقيقية؟
الانتقادات لم تتوقف عند حد الترف والبذخ، بل طالت أيضًا غياب النتائج العملية. وصف البعض المؤتمر بأنه مجرد “عرض مسرحي” آخر يتجاهل الأزمات الحقيقية التي يواجهها النظام الصحي. “نحتاج إلى مستشفيات مجهزة وأطباء أكفاء، لا مزيد من الصور والخطب الرنانة”، علّق ناشط في القطاع الصحي.

متى تصبح صحة الإنسان أولوية؟
تُطرح هذه الأسئلة بإلحاح وسط اتساع الفجوة بين وعود المسؤولين والواقع الأليم. ففي حين يُهدر المال العام على فعاليات شكلية، يظل المريض اليمني وحيدًا في معركته مع المرض والفقر.

في النهاية، وبين قاعات المؤتمرات وغرف الطوارئ، يتجلى الفارق المؤلم: الملايين تُصرف على المظاهر، بينما يُترك المواطنون ليواجهوا مصيرهم مع نظام صحي يحتضر.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish