أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

أبعاد نشر قوات درع الوطن في المهرة وعلاقته بمنع انتقال تجربة الحريزي إلى حضرموت

انتشار القوات في المهرة: تحرّك سعودي استباقي لإفشال مشروع "الحريزي الجديد" في حضرموت

المهرة – حضرموت نيوز- عمرو بن محمداني الجريري

تسارعت تطورات المشهد الأمني في محافظتي المهرة وحضرموت بما ينم عن تصاعد الصراع الإقليمي على النفوذ شرق اليمن.حيث جاء انتشار قوات درع الوطن كخطوة استباقية سعودية تهدف إلى كبح محاولات توسّع النفوذ العماني في المنطقة، في ظل تحركات يقودها اللواء قحطان، المدعوم من سلطنة عمان، بالتنسيق مع الشيخ علي الحريزي، أحد أبرز الوجوه العمانية في المهرة.

قحطان والحريزي… تنسيق عماني لتعزيز النفوذ شرق اليمن

تُظهر التطورات الأخيرة تنسيقاً واضحاً بين اللواء قحطان والشيخ علي الحريزي في إطار مساعٍ عمانية لتعزيز نفوذها في المهرة وامتداده إلى حضرموت.
الحريزي، الذي لعب دوراً محورياً في تعزيز الحضور العماني في المهرة، يسعى الآن لاستقطاب مشايخ القبائل الحضرمية وتكرار تجربة المهرة في حضرموت. في المقابل، يعمل اللواء قحطان كذراع عسكري وأمني داعم لهذه الجهود، في محاولة لخلق شخصية جديدة ذات نفوذ مماثل للحريزي في حضرموت.

السعودية تتحرّك سريعاً… انتشار درع الوطن على الأرض

أدركت الرياض سريعاً خطورة التحركات العمانية، وأوفدت النقيب  أبو بتال إلى هضبة حضرموت لتقييم الوضع ميدانياً. ما لبثت هذه الزيارة الاستطلاعية أن أعقبتها خطوة ميدانية واضحة تمثلت في الانتشار المفاجئ لقوات درع الوطن في مواقع استراتيجية بحضرموت.

يهدف هذا الانتشار إلى كبح جماح التحركات العمانية ومنع استنساخ تجربة الحريزي في حضرموت، خصوصاً مع تصاعد الحراك في هضبة حضرموت، الذي يُنظر إليه كمسرح محتمل لتعزيز النفوذ العماني.

رسائل سعودية واضحة: لا مكان لـ “حريزي جديد” في حضرموت

يُفسَّر الانتشار السعودي كرسالة صارمة مفادها أن الرياض لن تسمح بتكرار تجربة المهرة في حضرموت. فوجود شخصية ذات نفوذ مماثل للحريزي في حضرموت سيشكّل تهديداً مباشراً لمصالح السعودية في شرق اليمن، ويفتح الباب أمام مزيد من التدخلات الإقليمية.

التحركات السعودية الأخيرة جاءت لقطع الطريق أمام هذا المشروع العماني وإجهاضه في مهده، في محاولة للحفاظ على توازن القوى في المنطقة.

صراع النفوذ الإقليمي… من ينتصر في حضرموت؟

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الأبرز: هل ستنجح السعودية في احتواء التمدد العماني؟
سلطنة عمان، التي تعتمد على استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز نفوذها في شرق اليمن، قد تجد نفسها أمام خيارات جديدة لمواصلة مشروعها، خاصة إذا ما واجهت تصعيداً سعودياً مستمراً.

التاريخ يُظهر أن النفوذ العماني في المهرة لم يكن وليد اللحظة، بل نتاج سنوات من العمل والتنسيق. وفي الوقت الذي تعزز فيه السعودية وجودها العسكري عبر قوات درع الوطن، قد تلجأ مسقط إلى تكتيكات بديلة للحفاظ على موطئ قدم في حضرموت.

خاتمة: مواجهة مفتوحة وصراع مستمر

ما يحدث اليوم في المهرة وحضرموت ليس مجرد تحركات أمنية معزولة، بل هو جزء من صراع إقليمي أكبر على النفوذ في شرق اليمن. انتشار قوات درع الوطن يعكس إدراك السعودية لحجم التحدي في مواجهة استراتيجية عمانية متصاعدة.

الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مآلات هذا الصراع:
– هل ستنجح الرياض في إحكام قبضتها على حضرموت؟
– أم ستجد مسقط طرقاً بديلة لتعزيز وجودها رغم التحركات السعودية؟

المعركة على النفوذ مستمرة، وما يجري الآن قد يكون مجرد بداية لصراع أكثر تعقيداً في شرق اليمن.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish