دافوس (زفة جديدة للانتقالي وقيادته)!
بقلم: عبدالكريم سالم السعدي
عندما يشعر الشخص أو الكيان أو الدولة بالعزلة والغياب عن المشهد والانزواء من الطبيعي أن يبحث عن ما يعيده إلى الواجهة ويخرجه من عزلته وهذا هو وضع جماعة الانتقالي اليوم ومع ذلك فأن للخروج من العزلة والانزواء ومعاناة الاخفاق وسائل مقبولة ومعقولة فلايعقل أن يكون الخروج من العزلة السياسية في حضور مؤتمر طبي يناقش التطور في جراحات القلب أو مثل ما حدث مع رئيس جماعة الإنتقالي بحضوره مؤتمر يناقش التغيرات المناخية وعالم الاعمال والعملات المشفرة ومتطلبات الذكاء الاصطناعي!
يقول (كلاوس شواب)مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” أن على دول العالم التعاون في مواجهة التحولات السريعة التي يشهدها الانتقال من العصر الصناعي إلى عصر الذكاء الاصطناعي،ويضم الحضور في دافوس عادة قادة من عالم الأعمال والحكومات والمجتمع المدني والجماعات الدينية والأوساط الأكاديمية والفنون فضلاً عن وسائل الإعلام العالمية يجتمعون في قاعة مؤتمرات فخمة للمشاركة في أسبوع من الاجتماعات حول كل شيء من تغير المناخ إلى العملات المشفرة.!
كل ذلك يمثل لمحة سريعة لتعريف مختصر لمؤتمر دافوس الاقتصادي والسؤال الذي يطرح نفسه هُنا ماهي الصفة التي حضرت بها جماعة الإنتقالي هذا المحفل والتي ملأ إعلامها وذبابها الالكتروني الأفق بالضجيج والتطبيل واعتبار هذا الحضور انتصارا للجنوب وقضيته واليمن واهداف ومعركته والعرب ومشروعهم الضائع؟
الحقيقة أن حضور رئيس جماعة الإنتقالي هذا المحفل إن لم يكن حضورا لتمثيل الدولة اليمنية او حضورا بصفة رجل أعمال بحكم أن الزبيدي أصبح من أثرياء العالم وأصبح يمتلك العقارات ومحلات التجارة الكبرى في أنحاء العالم ، او حضور بصفة مُغني أو ممثل أو كاتب أو شاعر أو خبير في التغيرات المناخية والعملات المشفرة والذكاء الاصطناعي أو حضورا دينيا ، او حضور عن منظمة مجتمع مدني فأن حضوره بأي صفة أخرى يعتبر حضور شكلي بل أنه يرتقي إلى الحضور الشاذ والمخالف لما يقوم عليه دافوس من انظمه ومعايير واعراف وقوانين!!
أعتقد أن على جماعة الانتقالي وذبابها الإلكتروني آن يوضحون للناس الصفة الحقيقية التي حضرت بها جماعتهم إلى دافوس حتى لايضعوا أنفسهم ورئيسهم في موقف السخرية والازدراء من الآخرين وعليهم أن يواجهون حقيقة أن رئيسهم وجماعته باتوا يبحثون عن أي (زفة) في مشارق الأرض ومغاربها ليهربوا إليها من فشلهم وعجزهم وعزلتهم التي يعانوا منها !
لو أن هناك عاقل في جماعة الإنتقالي لما احتاجت الجماعة إلى كمية الكذب والخداع الهائلة التي تضخها ليلا ونهارا في آذان اتباعها ولكانوا واجهوا الحقيقة وحاولوا إيجاد مخارج لازماتهم ، ولو أن الزبيدي يمتلك نفسية مستقرة ويمتلك ذرة عقل لما انجر خلف التطبيل وتنقل في مسيرته من سقوط إلى سقوط ، ولو أنه عاقل ويحمل قضية لأمر بتوجيه الملايين التي ينفقها على تنقله الشكلي من (زفة) إلى أخرى والتي ينفقها على الابواق المتسولة والمطبلة التي تحاول تلميعه ووجهها إلى التنمية في الداخل الجنوبي وعالج بها الأزمات التي تفتك بالجنوب وأهله لوجد من يتعاطف معه ويمضي خلفه ولكسب ود الجميع!!
سيستمر هروب الزبيدي وجماعته وكذبهم وخداعهم لاتباعهم المغفلين طالما استمرت الجماعة فاقدة للمشروع الوطني وطالما استمرت محشورة في زاوية المناطقية والشللية وتعتمد على شراء الذمم واذلال المناضلين وجرهم إلى تبعيتها بالمال الملوث الذي تتلقاه من الدوائر الإقليمية المشبوهة !!