أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

طوفان القوات الجنوبية يجتاح وادي حضرموت في ذكرى اغتيال الشيخ سعد بن حبريش

 خاص – حضرموت نيوز

يصادف الثاني من ديسمبر مرور اثني عشر عامًا على حادثة اغتيال الشيخ سعد بن حبريش العليي عام 2013، إثر إطلاق نار في نقطة تفتيش عسكرية عند مدخل مدينة سيئون، وهي الحادثة التي ما تزال حاضرة في الذاكرة الحضرمية باعتبارها واحدة من أبرز القضايا التي ارتبطت بمطالبات شعبية مستمرة بتحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين.

ورغم مرور أكثر من عقد على الواقعة، يؤكد ناشطون وشخصيات اجتماعية في حضرموت أن ملف القضية لم يشهد أي إجراءات قضائية مكتملة بحق الجنود المتهمين بإطلاق النار، وهو ما اعتُبر أحد أهم المطالب التي تبنتها الهبّة الشعبية في حينه.

حضرموت بين إرث الحادثة والتحولات الحالية

تأتي هذه الذكرى في وقت تشهد فيه حضرموت تطورات ميدانية وسياسية متسارعة، إذ تتجه الأنظار نحو وادي وصحراء حضرموت مع تصاعد التحركات العسكرية الجنوبية الهادفة – بحسب بياناتها – إلى “تعزيز الأمن والاستقرار” في المنطقة وإعادة توزيع القوات بما يتوافق مع المتغيرات الجديدة على الأرض.

وفي هذا السياق، عبّر مراقبون عن أسفهم بعد قيام الشيخ عمرو بن حبريش وعناصره بافتحام مقر لواء حماية الشركات، وتعمدهم استفزاز قوات النخبة الحضرمية وعدم الامتثال للقانون، بالتمترس داخل نطاق الشركات النفطية، معتبرين أن توجيه السلاح نحو  الحضارم وأبناء الجنوب، يفتح أبواب الفتنة، في الوقت الذي كان يفترض توظيفه إلى توحيد الجهود وفقا للشعارات التي رفعها الحلف وهو شخصيا، قبل أن ينكث بها، ويهدد أمن واستقرار وادي حضرموت من الخاصرة.

دعوات إلى الشيخ عمرو بن حبريش

وفي ظل هذه التطورات، توجّهت عدة أصوات قبلية ومجتمعية بنداء إلى الشيخ عمرو بن حبريش، دعت فيه إلى الترحيب بالقوات الجنوبية المتجهة نحو وادي حضرموت، والخروج من المنشآت النفطية، وإعادة توجيه البوصلة نحو “الملفات الكبرى” المرتبطة بأمن واستقرار المحافظة، وفي مقدمتها مطلب إخراج القوات المتمركزة في الوادي وتسليم المهام الأمنية لقوات حضرمية جنوبية.

وتأتي هذه الدعوات بالتزامن مع التحركات التي يقودها اللواء الركن فرج سالمين البحسني، والذي أوضح – في لقائه الأخير – ماهية المهام الأمنية والعسكرية للقوات المتجهة إلى وادي وصحراء حضرموت ضمن إطار تنسيقي جنوبي، ورفض رفضا قاطعا سلوك بن حبريش التخريبي وتحديه السافر للقانون.

إحياء الذكرى… وصور الشهيد بن حبريش

وفي إطار إحياء ذكرى اغتيال، الشيخ الشهيد سعد بن حبريش دعا ناشطون إلى رفع صوره، في عربات وقوافل طلائع القوات الجنوبية والحضرمية، خلال العمليات العسكرية الجارية في وادي حضرموت، “تكريمًا لدوره ومكانته الاجتماعية ورمزًا للمطالبة بالعدالة للقصاص من قتلته”، مؤكدين أن القضية ما تزال تمثل عنوانًا بارزًا في الوجدان الحضرمي الجمعي.

رحيلٌ لم يُغلق ملفه

يؤكد أبناء حضرموت أن حادثة اغتيال الشيخ سعد بن حبريش، إلى جانب سلسلة من الأحداث التي طالت قيادات اجتماعية في المحافظة، كانت شرارة لكثير من التحركات الشعبية والسياسية تحت راية الحراك، التي تشكل اليوم جزءًا من مشهد حضرموت المتغير.
ويبقى ملف العدالة مفتوحًا، بانتظار خطوات تقطعها القوات الجنوبية تعيد الثقة وتستجيب لمطالبات شعبية مضى عليها أكثر من اثني عشر عامًا، بتمكين أبناء الوادي من حكمه وإداراته واتتشار النخبة الحضرمية في ربوعه كاملة إلى منفذ العبر.

 

Related Articles

Leave a Reply

Back to top button
en_USEnglish