الأزمة الحضرمية.. ما أشبه الليلة بالبارحة
بقلم: علوي بن سميط
الرجاء اذهبوا بعيدا جميعكم مناطق عسكرية، مليشيات أو أحزمة أو أي مجاميع عسكرية تتبع التنظيمات والأحزاب والمكونات، واقتتلوا بعيدا عن المدن وعن ثرواتنا التي في الأصل منهوبة منهوبة. الاحتراب من أراده فليذهب إلى الصحاري البعيدة.
ونتوجه إلى الإخوة العرب ودول الرباعية، للتدخل بهدوء بعيداً عن الجو والبر والبحر الحضرمي، وعدم استخدام أي شيء، فقط أدعوا الرؤوس لكل الأطراف واحملوهم عندكم بطائرة شحن و(أحبسوهم) أو (يتفاوضون) ويعتذرون للشعب الحضرمي عما اقترفوه ويقترفونه. حضرموت يكفي ما بها، ولا سبيل للخروج من هذا الوحل القذر إلا بالحوار، أفلا تفهمون؟ لن ينتصر أحد.
ماأشبه الليلة بالبارحة، ولكن في الأزمة التي وصلت إلى حرب بين الشمال والجنوب بدأت بحرب بيانات، فتصادمات، ثم احتراب، فاحتلال. قبل واحد وثلاثين عاماً كما هو العنوان، أمس كان بين الشمال والجنوب، واليوم بين الحضارم والجنوب من جهة، وبين أطراف حضرمية من جهة أخرى. في هذا المقال الخطوات مثلها مثل اليوم، نشرت في باب (مع الأيام) الصفحة الأخيرة العدد ١٦٦ بتاريخ ٢٦ يناير ١٩٩٤م – ١٤ شعبان ١٤١٤هـ.

أودية المخنق
الثلاثة الوديان الحضرمية المهمة ترتبط بالهضاب المرتفعة والمحافظات المجاورة، ومن هذه الوديان عمد، وادي العين، دوعن، وسيطانها مناطق مأهولة بالسكان، وترتبط بالوادي الكبير وادي حضرموت ذات الأهمية الاستراتيجية. وكما هي المنفذ من وإلى الداخل والساحل والهضاب، فهي أيضاً (المخنق) والحواجز الطبيعية التي تمنع أي اختراق إلى شرق وغرب حضرموت ساحلاً وداخلاً. شهدت على مر العصور أحداثاً، فهي ممراً للسيطرة على حضرموت. وبهـدوء من عصور ما قبل الإسلام وحتى بعد الميلاد عند سيطرة حمير، وحتى التسعينيات عند سيطرة الشمال على حضرموت، معظم القوات نفذت منها. إنها حضرموت الجغرافيا، الاستراتيجية، الأمان، الثروات، الإنسان. إنها روافد المخزون البشري والمائي، إنها كل شيء.

* السبت ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٥م.


