مقالات الرأي

سأقولها وبكل أسف…

سأقولها وبكل أسف…
لقد ترسّخت فينا ثقافة الإسقاطات السياسية، بل وحتى الاجتماعية والدينية، حتى أصبحت واقعًا مريرًا نغرق فيه يومًا بعد يوم، وواقعًا يحتاج وقتًا طويلًا للخروج من مستنقعه.

أعني بذلك تلك المسميات السياسية المتناثرة اليوم، وذلك التراشق المستمر في الساحة، والتصنيفات التي يطلقها كل طرف على الآخر. واقع — وللأسف الشديد — لا يبني الأوطان بل يهدمها، لأن كل طرف بات يسعى لإفشال الآخر، سواء على المستوى العام أو الشخصي.

والمؤسف أكثر أن بعض التهم والإساءات تُفبرك وتُختلق لإسقاط أشخاص بعينهم؛ سواء كانوا إداريين أو قيادات أمنية أو غيرهم، لمجرد إبعادهم عن المشهد السياسي أو الأمني.
وأصبحنا — دون أن نشعر — نُكرّس هذا السلوك ونتعايش معه، بل نراه يكبر ويتضخم، حتى وصل إلى بعض القادة والمسؤولين الذين باتوا يهتمّون بهذه الصغائر، في وقت غابت فيه القيادة الحقيقية للأسف.

ثم نتساءل بعدها:
أين المنقذ؟!
وكيف وصلنا إلى هذا الانحدار؟!
إنه وضع مرير سيترك أثره على المجتمع لأجيال قادمة، وليس لسنوات فقط.

أين الحل؟ وإلى متى سيستمر هذا العبث؟
الحل يبدأ بوعي الناس، وبإعادة بناء ثقافة وطنية تُعلي مصلحة الوطن فوق أي انتماء، وبقيادة ناضجة توقف هذه الفوضى عند حدها.
وإلى أن يتحقق ذلك… سيظل السؤال معلقًا. لكن الأمل سيبقى ما دام هناك من يرفض هذا الواقع ويقاومه.

الكاتب الحبشي والعازف العالمي نصير شمه في حفل تخرج هيثم الحضرمي من البيت العربي للعود بالقاهرة 

 

https://www.facebook.com/share/p/177stHYQkB/

Related Articles

Leave a Reply

Back to top button
en_USEnglish