مقالات الرأي

عندما تفقدُ حبيباً

بقلم: محمد أحمد بالفخر

يا الله ما أصعب الفراق فكيف بفراق من تحب وخاصة أنه فراق لن يكون بعده لقاء في الحياة الدنيا،

ونسأل الله أن يجمعنا في مستقر رحمته،

يوم الخميس الماضي وفي مدينة الرياض كان الفراق الصعب حيث ودّع دنيانا الفانية منتقلاً إلى رحمة الله الابن الحبيب أيمن صالح باسلامه بعد رحلة في الحياة قصيرة،

ومع الخطوات الأولى في النجاح لكن كان قضاء الله ولا رادّ لقضائه،

خيّم الحزن علينا وعلى والديه واسرته جميعاً وكل محبيه وما أكثرهم ولكن لا نقول إلاّ ما يرضي ربنا امتثالاً لقوله تعالى ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾

رحل الحبيب أيمن بعد أن بلغ أشدّه وتجاوز منتصف الأربعينات من عمره نشأ في صغره في كنف والديه اللذان شملاه برعاية كريمة وتربية صالحة فتعلّم منهما الأدب والاستقامة وساعداه على التفوق الدراسي فكان مميزاً بين أقرانه وكان والده يصطحبه دوماً في أي مناسبة أو زيارة فيستفيد مما يطرحه العقلاء والفضلاء في مجالسهم فاكتسب منهم الصفات الحميدة والمعلومات المفيدة والتي عادة ما تكون زاداً للمرء في مسارات حياته،

وبعد أن أكمل المرحلة الثانوية سافر إلى مصر وماليزيا وفيهما أكمل تعليمه الجامعي بامتياز،

وعاد إلى المملكة وبدأ خطوات النجاح واحدة تلو الأخرى، فلم يبحث عن وظيفة تقليدية بل قد كان شعار (مشروعك الخاص يثبت وجودك) شغله الشاغل فجعله حقيقة وأمراً واقعاً فكان (تطبيق المطار) كمنصة حجز الكترونية متكاملة ومميزة على مستوى المملكة بل وتنافس المنصات العالمية، حيث كان المؤسس لهذا المشروع الذي كان له دور محوري في تعزيز التحول الرقمي في قطاع السفر والسياحة والخدمات الفندقية،

وقد شارك أيضاً في تطوير تطبيق (نُسُك) الذي كان له دور في تسهيل احتياجات المعتمرين،

حقيقة ماذا سأكتب عن الحبيب أيمن فالألم يعتصرني وفي القلب غصة على فراقه وبالتالي يصعب على مثلي تجميع الكلمات المناسبة،

فأنا منذ الأيام الخوالي قد كنت قريباً منهم منذ أن كان طفلاً صغيراً فوالده ابن عمتي وهو أقرب الأقرباء إلى قلبي وتجمعنا لقاءات بين الحين والآخر فكانت البشاشة والابتسامة لا تفارق محياه إضافة إلى الأدب في الحديث ولا تخلو اللقاءات من الطُرفات والمرح ناهيك عن الثقافة الواسعة وإدراكه لكافة مسارات الحياة من خلال معلومات وافية وليس كلام خبط عشواء كحال بعض شباب اليوم،

وقد كان آخر لقاء جمعني به قبل شهرين تقريباً فمررنا على كثير من ذكريات طفولته الجميلة،

رحم الله أبا صالح فالجمعُ الكبير الذي حضر للصلاة عليه وشيّعوه إلى المقبرة ثم الأعداد التي توافدت على صالة العزاء ما هو إلاّ تعبير على مكانته في قلوبهم،

وهنا أتقدم بالشكر الجزيل لدولة الدكتور احمد بن دغر رئيس مجلس الشورى اليمني الذي كان في مقدمة من جاء للعزاء،

كذلك الشكر لمعالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عبدالله بن عامر السواحه

الذي عزّى هاتفياً وقال في تغريدته (خالص العزاء في وفاة الأخ العزيز أيمن باسلامه الشريك المؤسس لشركة المطار نسأل الله أن يتغمده برحمته ويجعل ما أصابه تكفيراً له، وما قدمه من عملٍ في خدمة ضيوف وزوار الحرمين الشريفين شفيعاً له يوم القيامة وعظم الله أجر والديه وعائلته الكريمة)

وقال إبراهيم نياز الرئيس التنفيذي للبرنامج الوطني لتنمية قطاع تنمية المعلومات (توفي بالأمس أحد روّاد الأعمال المتميزين في المملكة والمنطقة والشريك المؤسس لتطبيق المطار، رجلٌ عُرِفَ بحُسن اخلاقه وتفانيه واخلاصه في عمله)

وقال الأستاذ احمد الميمان المدير التنفيذي ل (نُسُك) بوزارة الحج والعمرة (ببالغ الحزن ننعى الأخ العزيز أيمن بن صالح باسلامه الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لتطبيق المطار الذي كان أحد العقول المبدعة والمساهمين في بناء وتطوير خدمة الطيران والفنادق في تطبيق (نُسُك) الخدمة التي سهّلت على آلاف من ضيوف الرحمن تنظيم رحلتهم لأداء الحج والعمرة وزيارة الروضة الشريفة)

وقال المهندس منصور ناصر قبلان (أيمن باسلامه شابٌ خلوقٌ من حضرموت رحل في ريعان الشباب ساهم في تطوير خدمات الفنادق والطيران في تطبيق (نُسُك) الذي يخدم الملايين من الحجاج والمعتمرين)

وسأكتفي بهذه النماذج من آلاف التغريدات والتعازي، واسأل الله له المغفرة والرحمة والدرجات العلى من الجنة ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish