أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

حزب الإصلاح.. تاريخ من التناقضات والفتن والإرهاب

خاص ـ حضرموت نيوز

منذ تأسيسه في سبتمبر 1990 عقب الوحدة اليمنية، شكّل حزب الإصلاح ـ الذراع السياسية لتنظيم الإخوان المسلمين في اليمن ـ أحد أبرز العوامل التي غذّت الصراع والانقسام في المشهد الوطني، متنقّلًا بين التحالفات والخصومات تبعًا لمصالحه وأجنداته الخاصة، في مسارٍ حافل بالتناقضات والدور المزدوج الذي لا يخدم سوى مشاريع الفوضى والتطرف.

تأسس الحزب على يد شخصيات دينية متشددة، أبرزها الشيخ الإرهابي عبد المجيد الزنداني الذي شارك في القتال بأفغانستان، وجاء الحزب إلى الساحة اليمنية بدعم مباشر من الرئيس السابق علي عبدالله صالح لمواجهة الحزب الاشتراكي اليمني، الخصم السياسي لصالح آنذاك. لكن سرعان ما أظهر الإصلاح طبيعته الانتهازية؛ فبعد أن كفّر الحزب الاشتراكي بزعم “الشيوعية والإلحاد”، عاد لاحقًا ليتحالف معه ضد صالح عندما تبدلت موازين المصالح.

وفي الجنوب، ظل الحزب يرفع شعارات دعم القضية الجنوبية وحقوق الجنوبيين، لكنه عندما امتلك النفوذ والسلطة وقف ضد تطلعات أبناء الجنوب، وساهم في إقصاء الكوادر الجنوبية عقب حرب صيف 1994 التي أطلق فيها قياداته فتاوى تكفيرية ضد شعب الجنوب، وشارك في الحرب عبر أذرعه المسلحة، ليتحول إلى أداة لإضعاف الوحدة الوطنية وتفتيت النسيج الاجتماعي.

كما ارتبط الحزب بعلاقات مشبوهة مع جماعات متطرفة خلال مرحلة ما بعد 2011، حيث سُهل انتشار عناصر تنظيم القاعدة في محافظات الجنوب والوسط ضمن مشروع الإخوان للسيطرة على مفاصل الدولة. وتورط قادة بارزون من الحزب في قضايا عنف وإرهاب، فيما استخدم الحزب منابره الإعلامية لتبرير تلك الممارسات والتحريض ضد خصومه السياسيين.

في عام 2011، لعب الحزب دورًا رئيسيًا في تفجير الوضع الداخلي تحت لافتة “الربيع العربي”، وشهدت تلك المرحلة عملية تفجير مسجد دار الرئاسة بصنعاء التي استهدفت كبار مسؤولي الدولة، لتبدأ بعدها عملية ممنهجة لإزاحة رجال صالح وإعادة ترتيب السلطة لصالح الإخوان. ثم في عام 2014، ساهم الإصلاح بشكل مباشر في تسليم صنعاء للحوثيين، سواء عبر التواطؤ أو من خلال التنسيق غير المعلن مع الجماعة الانقلابية.

ومنذ اندلاع الحرب عام 2015 وحتى اليوم، واصل الحزب نهجه المزدوج، فبينما يعلن دعمه للشرعية، تشير الوقائع إلى تخادم واضح بين قياداته ومليشيا الحوثي في عدة جبهات، فضلًا عن استخدامه أدوات إعلامية للتحريض ضد التحالف العربي وتشويه معاركه في اليمن.

وهكذا، وبعد أكثر من ثلاثة عقود على تأسيسه، بات حزب الإصلاح عنوانًا للفوضى والتناقض، ومعرقلًا رئيسيًا لمشروع بناء الدولة والاستقرار الوطني، مستمرًا في سياساته التي تغذي الصراع وتعرقل أي جهد حقيقي لإعادة الأمن والسلام إلى اليمن.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish