الهضبة: بين المصالح الضيقة والشعارات الكاذبة
بقلم: أحمد النهدي
بدأ اليوم يتضح للجميع أن من يرفعون شعارات المطالبة بحقوق حضرموت لا يحملون وراء كلماتهم سوى أجندات شخصية ومصالح ضيقة، إذ بدأت الحقيقة تتجلى بوضوح بعد عام ونصف من العبث والفوضى في مقدرات المحافظة، فبات المشهد مكشوفًا مَن يدعم مصالح حضرموت بصدق، ومن يستغل القضية للتلاعب والأضرار بأمنها. التفاهمات التي رُوّجت مؤخرًا باسم حلف العليب، ليست سوى أقنعة تواري خططًا لاستنزاف ثروات حضرموت وتشويه أمنها واستقرارها.
ما يثير القلق ويشوش الرؤية هو ما نشره رئيس حلف قبائل حضرموت مؤخرًا على صفحته في منصة “إكس”؛ صورة مفبركة باستخدام الذكاء الاصطناعي تُظهر تقسيم اليمن إلى ثلاثة أقاليم أو دول، ثم عاد وحذفها، مما يعكس حجم التخبط والتطرف في التفكير الذي يعكّر صفو المحافظة.
اليوم، المطلوب هو الحفاظ على حضرموت ومكتسباتها، ورفض أي تحركات مسلحة خارجة عن القانون، فبعد كل تلك التحديات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالمحافظات المحررة، تبقى حضرموت عنوان السلام والاستقرار. النصر الحقيقي ليس في ساحات القتال والعنف، بل في إدارة الأزمة بحكمة، وحماية مؤسسات المحافظة وأمنها وسط العواصف المحيطة.
وفي نهاية المطاف، حتى نبني على هذا النصر ونواجه التحديات الراهنة، لا بد من كلمة جامعة توحد كل القوى الحزبية والاجتماعية والقبلية في حوار صادق وشامل، بعيدًا عن التمركز والتفرد بالقرار، لأن حضرموت هي ملك لكل حضرمي، بلا استثناء. هذا هو السبيل لتحقيق مستقبل مستقر وآمن للجميع.



