لماذا التقى بالإعلاميين؟ : بن حبريش..القائد الأعلى لـ “الفنكوش”

كتب: المحرر السياسي
حمل لقاء الإعلاميين بالهضبة الذي انعقد السبت الذي شعار «الحكم الذاتي خيارنا.. معًا لسيادة حضرموت وعدالتها الانتقالية» لكنه بدا وكأنه نسخة مكررة من خطابات السنوات الماضية، حيث غلبت عليه الشعارات الإنشائية والعبارات الفضفاضة، فيما غاب عنه أي برنامج عملي أو خطة واضحة.
شارك في اللقاء ما قيل إنهم “300 إعلامي”، بينهم بعض المغتربين عبر الفيديو، بينما غابت القنوات المحلية والدولية، رغم محاولات المنظمين الإيحاء بوجود صحفيين أجانب. الأمر الذي أثار سخرية الحاضرين الذين لم يتجاوزوا عشرة إعلاميين.
شعارات بلا أرضية
في كلمته، دعا بن حبريش الإعلاميين إلى الاصطفاف خلف مشروع “الحكم الذاتي” والابتعاد عن المناكفات. لكنه تجاهل الأزمات الحقيقية التي يعيشها المواطنون: انقطاع الكهرباء، أزمة الوقود، وانهيار الخدمات. وهنا يظهر التناقض، كيف يمكن لحلف يسيطر على قواطر الديزل ويعرقل وصولها إلى المحطات أن يتحدث عن “الحقوق والعدالة”؟
إعلام للتلميع
اللقاء الذي قُدِّم كمنبر للإعلاميين، بدا في الواقع أشبه بمسرحية سياسية هدفها تكريس صورة “القائد الأعلى”، أكثر من كونه منصة حرة للحوار. الإعلاميون طُلب منهم أن يكونوا “ركيزة معركة الوعي”، لكنهم في الحقيقة حُشروا في خانة المصفقين، بدل أن يكونوا صوت المواطن وهمومه.
اللقاء انتهى بتكريمات وصور تذكارية وقصائد شعرية، بينما حضرموت ما تزال غارقة في الظلام، تبحث عن حلول لأزماتها اليومية لا عن شعارات على الورق. وبينما يروّج بن حبريش لـ”الحكم الذاتي”، يبقى المشروع أقرب إلى “الفنكوش”: لافتة كبيرة بلا محتوى، ووعود مؤجلة بلا أثر.
فالمرء، كما يقال، حيث يضع نفسه… وبن حبريش اختار أن يضع نفسه في خانة القائد الأعلى للفنكوش.