أين العطّاس؟!

بقلم: محمد أحمد بالفخر
عاتبني جاري أبو عبد الله شيخ العطاس، قائلاً: تكتب كل أسبوع في موضوع وفي قضايا متعددة ولك قراء ومتابعين كثير ولكنك لم تتطرق لقضية الحبيب محسن بن حسين العطاس الذي اختطفته عصابة من مزرعته قبل أكثر من سنة ولم يفرج عنه حتى الآن،
فقلت له معك حق ولكن أولاً الحبيب محسن التقيت به ذات مره وهو رجل طيبٌ مسالم بسيط وأعرف أنّ خاله عبد الله العبد باوزير كان من الأصدقاء المقربين للوالد رحمهما الله وفعلاً من باب البر بالوالد وبأصدقائه وجبت الكتابة من باب التضامن مع هذه القضية الإنسانية البحتة دون علمي عن الأسباب والمسببات ولا أظن أن هناك سبباً يدعو لارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة،
ولكن ماهي الجدوى من الكتابة وإلى أين ستصل كلماتي ومن سيقرأها إذا كان الخاطفون كما تقول يقطنون في متاهات صحراء مارب أو صحراء الجوف كما تشير بعض التوقعات او المعلومات، فهل ستصل كلماتي إليهم وهم لم تصلهم الدولة أصلاً وهل سيلقون لها بالاً وقد تخلّى الخاطفون عن الجوانب الإنسانية التي يبدو أنها غير موجودة لديهم وإلاّ ماذا تريدون من رجلٍ سبعيني يتم أخذه من مزرعته دون مراعاة لكبر سنه، ماذا فعل لكم؟ هل هناك إشكاليات بينكم وبينه؟ وقطعاً غير موجودة بحالٍ من الأحوال،
أسئلة كثيرة وحقيقة لا جواب لها ولا أدرى أهي نوع من الابتزاز المالي أم ماذا؟ وخاصة قد تعرض أحد أفراد اسرة آل عطاس من أهل تريم لمثل هذا الابتزاز ذات يوم وتم الافراج عنه كما تقول بعض المصادر بعد دفع فدية كبيرة، وكذلك تعرّض لمثل هذه الحالة صاحب المشهد الحبيب عبد الله بن عمر العطاس ونجأ من خاطفيه بأعجوبة،
كل هذه الأمور تحدث في غياب كُلّي للدولة فلم نسمع أي جهدٍ بُذِل أو أي عقوبات أو ردع للعابثين بأمن الوطن والمواطن، مما جعل العابثون يستمرئون مثل هذه الأعمال ويكرروها بين الحين والآخر، ولن يتوقفوا عند هذه الحالات بل ستتكرر بين الحين والآخر ونسأل الله السلامة،
الجهود التي بذلها رجال قبيلة نهد لاستعادة العطاس من خاطفيه يشكرون عليها وإن كان ينظر إليها البعض أنها خارج إطار مشروع الدولة المدنية الحديثة بنظامها وقوانينها والتي ينشدها أبناء حضرموت على وجه الخصوص لكن التمادي في مثل هذه الأعمال ونتيجة للغياب الكلي للدولة يجعل الكثير من القبائل أن تتصرف من تلقاء نفسها وبالتالي تتسع الهوة ويصبح الطريق طويل،
فيا أبا عبد الله حُسن ظنك بأن المقالات تؤتي ثمارها ويقرأها كبار القوم من المسؤولين ولو كانت كذلك لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه لإن كثير من الكتاب يكتبون بضمير حي ينيرون الطريق للمسؤول قبل المواطن ولكن كما قال فارس العرب عمرو بن معد يكرب
لقد اسمعتَ لو ناديتَ حيا
ولكن لا حياةَ لمن تنادي
ولو نارا نفختَ بها أضاءت
ولكن أنت تنفُخُ في رمادِ
وحقيقة كنت أتمنى من الرفيق حيدر أبوبكر العطاس مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي أن يضغط بما له من مكانة لدى رئيس مجلس القيادة وعضو مجلس القيادة محافظ مارب الذي يقال عنه أنه لا يُظلم عنده أحد وخاصة أن الخاطفين كما يقال في إطار محافظته وسلطاته،
وفي الختام أتمنى أن يعود الحبيب محسن إلى أهله وذويه ومحبيه سالماً غانماً ويكفيه ما أصابه من أذى.
وداعاً أبا عاهد
وأنا أكتب هذا المقال بلغني نبأ وفاة الأستاذ القدير صاحب الهمة العالية والابتسامة التي لا تفارق محياه والطرفة غير المتكلفة والمتابع الجاد لحقوق أهله ومجتمعه والسياسي الحصيف والإداري غير المتكلف الأخ احمد عمر مدي عضو المجلس المحلي بمحافظة حضرموت والمدير العام الأسبق لمديرية الشحر وأحد رجالات العمل الخيري رئيس ومؤسس مؤسسة الخيرات ذات الباع الكبير والنشاط الواسع في العمل الخيري الانساني المميز الذي أسعد الكثير من الأسر والطلاب في المجالات التعليمية والصحية والاجتماعية بعيداً عن الأضواء والضجيج الإعلامي،
أسال الله العظيم أن يغفر له ويرحمه ويرزقه الفردوس الأعلى من الجنة، ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان ونقول لهم عظم الله أجركم وأحسن عزاءكم
وانا لله وانا إليه راجعون.