مقالات الرأي

جوازات المكلا 2

بقلم: محمد أحمد بالفخر

في الأسبوع الماضي تحدثت عن جوازات المكلا ومررت سريعاً على بعض المحطات التاريخية وكان خلاصة المقال الإشادة بالدور الكبير الذي قام به مدير عام مصلحة الهجرة والجوازات بساحل حضرموت والذي أحدث نقلة نوعية ملموسة سهّلت تقديم الخدمة للمواطن بكل يسرٍ وسهولةٍ،

وهذه النقلة الملموسة لم تتحقق إلاّ بتعاون كل زملائه في إدارة الأمن والسلطة المحلية، وهذا الذي كنا نتمنى أن نراه في كافة مرافق الدولة والأمر في غاية البساطة لتحقيق هذه الأمنية وهو تعيين الكفؤ المناسب في المكان المناسب بعيداً عن الحزبية أو القبليَة أو المناطقية، ومن خلال الكثير من الردود والرسائل التي وصلتني وكلها تشيد وبإجماع بدور العميد فهمي في الارتقاء بخدمة المصلحة وتسهيلها للمواطنين عامّةً،

لكن أحد المتابعين ذكّرني بأمرٍ وهو في غاية الأهمية فقال نحن في زمنٍ يتم فيه إقصاء المخلصين وقد يتسبب مقالك بأن تفرقز عليه عيون الحاقدين والحاسدين الذين لا يحبون الناجحين،

فهنا تذكّرت ما قاله لنا ذات ليلة في أواخر تسعينيات القرن الماضي القاضي الفاضل عصام السماوي الذي اتسم بالنزاهة والأمانة والعدالة وقدّم نموذجاً رائعاً للقاضي النزيه القادم من المحافظات الشمالية، عندما تولّى رئاسة المحكمتين الابتدائية والتجارية بالمكلا وحضيَ باحترام الناس وصاروا يشيدون به في مجالسهم ولقاءاتهم بكبار المسؤولين،

فقال قلت لكثير من الناس احذروا أن تمدحونني أو تشيدون بي عند لقاءاتكم بالزعيم إن كنتم حريصين على بقائي عندكم،

فالإشادة تُجازى بالإبعاد أو النقل الى مكان آخر وهذا الذي حصل فيما بعد فقد تمّ نقله إلى محكمة عدن وخسرت حضرموت شخصية اتسمت بالنزاهة والاستقامة قلّ أن تجد نظيرها،

وكما حصل أيضاً للمحافظين الخولاني وهلال مع الفارق بينهما سلوك فطري طبيعي وسلوك سياسي متصنّع لكنه ترك أثراً جميلاً،

فلم يأتي بعدهما من كان مثلهما أو قريباً منهما،

وهنا تداركت خطورة الإفصاح بكلمة حق تقول فيها للمحسن أحسنت واستمر فيما أنت عليه من إحسان وتميّز وللمسيء أسأت وعليك تصحيح مسارك وتوقّف عن اخطائك وإساءاتك،

هذا هو الأمر الطبيعي في أمانة الكلمة،

وعكس ذلك أن تُسطّر الكلمات وتُعلّق المعلقات مشيدة بالفاشلين والانتهازيين، ويكثر التطبيل لهم بمناسبة أو غير مناسبة، في مغالطة واضحة وفاضحة لواقع الحال المُعاش،

واستكمالاً لحديث الأسبوع الماضي حول جوازات المكلا، أوجه رسالتي لقيادة السلطة المحلية بالمحافظة وهم لديهم من الإمكانيات المادية والمعنوية ما الله به عليم، فعندما ترون هذا المرفق المميز أمامكم ويحسب لكم نجاحاته ويتولى إدارته من يسير به نحو النجاح فعليكم المبادرة بتذليل كل الصعاب التي ممكن أن تعرقل مساراته، والعكس سيكون محسوب عليكم،

وبما أنه قد كان لكم دور كبير في تجهيز وتأثيث المبنى وسفلتة الشوارع بجواره ليسهل الوصول اليه حتى يقوم الموظفون بتأدية عملهم على أكمل وجه في يسر وسهولة وراحة بال، وبالتالي يعود النفع على المواطن بإنجاز معاملته في أسرع وقت ممكن،

وإذا اعتبرنا أن الديزل مكلف والمولّد الكهربائي لن يقوم بتغطية الاحتياج كاملاً فبإمكانكم وأنتم قادرون على ذلك شراء منظومة الطاقة الشمسية والتي أصبحت هي الطاقة البديلة للكهرباء ولا أظن أنها مكلفة،

إلاّ إن كانت خزينتكم لا تحتمل ذلك فبكلمة منكم أو إشارة بسيطة لهذا التاجر أو ذاك وما أكثرهم وخاصّةً من نمت تجارتهم نموّاً سريعاً داخليا بل وتمددت الى الخارج، فبكلمة واحدة أو إشارة منكم سيتم تلبية هذا الطلب وغيره من الطلبات،

واعملوا لهم لوحة شكر وتقدير تذكارية على جدار المبنى تخلّد اسم المتبرع الكريم،

هذه الأمور أراها في غاية السهولة،

كذلك أوجه رسالتي لمعالي اللواء إبراهيم حيدان وزير الداخلية إن كانت ستصل اليه،

هذا المرفق تابع لوزارتكم وأصبح من المرافق المميزة ونجاحه نجاحاً لكم فينبغي أن تولوه رعايتكم واهتمامكم ليشمل كل العاملين في فرع المصلحة،

فالاهتمام بهم وحمايتهم وترقيتهم من أوجب الواجبات

ليستمروا في التميّز وتقديم أفضل وأرقى الخدمات لتعود بالنفع على المواطن وبالتالي تقديم صورة مميزة قد لا نراها في أماكن ومرافق أخرى،

وفي الختام أكرر ما سبق وأن ذكّرت به رئيسي مجلس القيادة والحكومة في مقالات سابقة أنّ وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وفق كفاءته إحدى خطوات النجاح ولو في أصعب الظروف،

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish