الإنجليز يلتقون سياسيين وعسكريين من الجنوب قبيل الاستقلال

علوي بن سميط- حضرموت نيوز:
بدأ الحراك المتسارع في الجنوب الذي يطبق على المنطقة المحميات الغربية – الجنوب العربي- والمحميات الشرقية يعطي مؤشر على أن الامور تنحو إلى التغيير والوضع إلى مستجد آخر، وأهمها سيطرة الثوار أو الفدائيين في ٢٠ يونيو ٦٧م على كريتر عدن وتوقع خسائر بين صفوف العسكر الإنجليز وبعد فترة وجيزة من تعيين بريطانيا لمندوب سامي جديد وهو همفري تريلفيان الذي كان مهندس لتهيىة الأمور إلى واقع جديد بين حكومته واتحاد الجنوب العربي ،، ولم يتوقف ذلك الحراك القومي إذ تسارعت اعمال الجبهة القومية عبر اعضاء تنظيمها وجناحها العسكري من السيطرة على كافة السلطنات والامارات والمشيخات والولايات من عدن غربا حتى سلطنة المهرة والكثيري والقعيطي شرقا، واستبقت القومية كل الترتيبات التي كانت تجري خاصة وأن الخارجية البريطانية أعلنت أنها سوف تخرج من الجنوب في يناير ٦٨م وحددت موعد للاستقلال
ذلكم الوقت . وكان همفري تريلفيان في أكتوبر وبعد سقوط مناطق المحمية الغربية والشرقية قدعاد من لندن بعد أن قدم إفادته وتقاريره للحكومة عن الأوضاع الحقيقية في الجنوب واعلن وزير الخارجية البريطاني جورج براون من ان بريطانيا سوف تسلم السلطة في الجنوب لاي طرف مسيطر سيطرة كاملة وتتفاوض معه على الاستقلال تزامنا مع اعلان جيش اتحاد الجنو ب العربي من عدن عن تأييده للجبهة القومية وللتاكيد اكثر على الاوضاغ على الارض بدات زيارات ولقاءآت مع حكام من اتحاد ااجنوب العربي أستطلع فيها المندوب تريلفيان مرة اخرى ويأتي احد ابرز الساسة البريطانيين الذين عملوا في عدد من المستعمرات البريطانية
ويبتعث في مهمة استكشاف الاوضاع والتقى بعدد من قادة الجنوب العربي العسكريين الذين اكدوا له ماجرى على الواقع والارض وتاكيدهم ان جيش الجنوب العربي مؤيد للجبهة القومية . بل وانه اثناء الاقتال بين الجبهتين ( القومية) و ( التحرير ) في الشيخ عثمان كان يقاتل الى جانب القومية كما انه وقبل اشهر وفي نهاية ٦٦م التقى بمطار الريان
المندوب البريطاني بسلاطين المحمية الشرقية وقادة من جيش البادية واضعا امامهم ان الحكومة البريطانية سوف ترفع كثيرا من الدعم وغيره وبما يعني ان عليهم تدبير الامور في مناطق حكمهم وهو ماظهر في سبتمبر ٦٧م ان اعلن ابرز قادة الجيش البادية انحياز وتاييد الجبهة القومية ودخولها المكلا .. هكذا كانت تهندس بريطانيا خارجيتها ومندوبها السامي تريلفيان الذي بعث آخر تقرير له في ٩ نوفمبر ٦٧م بان الجبهة القومية مسيطرة تماما على الجنوب العربي وبعد يومين من اعلان الخارجية البريطانية من انها ستفاوض الطرف الذي يسيطر على الاوضاع الى ان تم ذلك في مفاوضات جنيف ان مثلت القومية الجنوب العربي والمحمية الشرقية
كممثل وحيد امام بريطانيا لنيل الاستقلال وكان اللورد شاكلتون حينها عندما فاوض بحقيبة وزير في الخارجية البريطانية وهو الذي قام قبلها بزيارات الى عدن وفي ٢٩ نوفمبر استلمت القومية الاستقلال واعلنت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية
( صورة لهمفري تريلفيان في لقاء مع سلاطين من الجنوب العربي لمعرفة رأيهم في الاوضاع واخرى لشاكلتون مع قيادات عسكرية من جيش الاتحاد لذات الغرض واصبح بعدئذ ساكلتون رئيس وفد بريطانيا في المفاوصات بجنيف).

# علوي بن سميط
السبت ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٥م.



