مقالات الرأي

عندما التقيت شبام العالية!

بقلم: سالمين سعيد بنقح

رمتنا اليوم شبام العالية، بفلذات أكبادها وأي فلذات فقد تشرفت مديتنا الغالية الشحر بقدوم أفواجٍ عديدة من أبناء شبام العالية التي جاءت ملبية نداء الواجب في ذكرى وفاة الفنان الكبير بدوي زبير هذا الفنان الذي أحب الشحر وأحبته وصال فيها وجال فأصبح اسمه مرتبطًا بها ارتباطًا وثيقًا جدًا فلا يذكر بدوي إلا وتذكر معه سعاد الشحر التي مازالت تحفظ صوته رغم مرور ربع قرن على وفاته ومازالت شوارعها تهمس بأغانيه التي تردد صداها في كل مكان، لم يكن بدوي فنانًا عاديًا لقد كان استثنائيا بكل مافيه كان إنسانًا أحب الناس وأحبوه فنشأت بينه وبينهم علاقة روحية عميقة تجسدت في هذا الوفاء الذي نراه في قلوبهم، لبى النداء أحبابه وتجشموا عناء السفر من مدينته الأم شبام إلى الشحر حتى يكونوا حاضرين في الفعاليات التي تقام في ذكرى رحيله، وتقدم هذه الوفود أستاذنا الإعلامي والصحفي الكبير علوي بن سميط، هذا العَلم الحضرمي الذي نفتخر به فقد كان ومازال علامة فارقة في عالم الصحافة الحضرمية فقد صال وجال وجال القفار بحثًا عن الحقيقة فقد كانت استطلاعاته الصحفية في جريدة (الأيام) لها صدى واسع في عموم الوطن فهو من الصحفيين الذين لم يداهنوا ولم يجاملوا أحدًا عمل بصدق وإخلاص في مهنة الصحافة فكان صحفيًا بحق وأعماله الصحفية تشهد له بذلك، وهو ليس صحفيًا فحسب بل ذاكرة الوطن التاريخية والواجهة الثقافية لمدينة شبام، عرفتهُ منذ سنوات خلت فقد كنتُ كثيرًا ما أقرأُ له مقالاته المنشورة في جريدة الأيام أو ما ينشره عنه نجله عبدالله في صفحته في الفيس بوك فأعجبتُ كثيرًا بطرحه ولغته الإعلامية المميزة وبصماته التي لا تخفى على أحد، واليوم تفاجأتُ باتصالٍ منه وتحدثنا قليلًا فأخبرني بمكان إقامته فذهبت من فوري إليه وكلي حماس وسعادة بهذا اللقاء الأول فقد كنتُ أطمح منذ زمن بعيد للقائه والجلوس معه للاستفادة منه ومن تجربته الطويلة في مجال الصحافة والإعلام فوجدتُ شخصًا فريدًا وقد وصفهُ لي بعض من جالسه وعرفه فرأيته أعظم مما وصفوه نُبلًا وأخلاقًا وتواضعًا، رأيتُ فيه البِشر والترحاب والتهلل وكأنه يعرفني منذ سنوات فكانت جلسةً لا مثيل لها وبودي لو أنها طالت أكثر من ذلك حدثني عن أيامه في جريدة الأيام وبعض ورحلاته وذكرياته الصحفية والأماكن التي عمل فيها استطلاعات صحفية وتحدث عن الصحافة قديمًا وحديثًا كان حديثه لا يمل وأخبرني أنه على استعداد تام لأي شيءٍ أطلبه في مجال الصحافة والإعلام وأنه يسعد بذلك كثيرًا وأهداني مشكورًا هذا الكتاب الذي صدر في العام 2023م بمناسبة اليوبيل الذهبي لإذاعة سيئون المميزة التي كانت ومازالت علامة فارقة في الإعلام وكم أنا سعيد بهذا الإهداء الذي خطه بيده لي ويا له من شرفٍ كبير أن يعتبرني زميل له وهو من هو في مجاله وكلي رجاء أن نلتقي مراتٍ ومرات لأنّ الحديث معه لا يمل بل يزيدك معرفة وثقافة.
خالص شكري وتقديري لك أستاذي آلعزيز وأرجو أن نكون مثلكم ذات يوم فتحقق الهدف السامي من هذه المهنة العظيمة وألا نكون أدوات أو أبواق للظلم والظالمين فالإعلام مهنة شريفة وستبقى كذلك بإذن الله.

https://www.facebook.com/share/p/1H9t7m3AdN/

Related Articles

Leave a Reply

Back to top button
en_USEnglish