منوعات

حضارم متميزون.. د. أحمد باحارثة… باحث موسوعي يحرث المعرفة ويضيء دروب الفكر

علوي بن سميط – حضرموت نيوز

يبرز اسم الدكتور أحمد هادي باحارثة كأحد الوجوه الأكاديمية الشابة التي تركت بصمتها بجدارة في الساحة الثقافية والعلمية الحضرمية، لما يمتلكه من حضور معرفي راسخ ونَفَس بحثي عميق جعل منه موسوعة متنقلة في الأدب والتاريخ وعلوم الإنسان.

من يعرف باحارثة، يعرف ذلك الشغف النادر بالقراءة والبحث، والانكباب اليومي على الكتب والمراجع، وكأنه ناسكٌ في محراب المعرفة، لا يغادره إلا ليعود إليه. هادئٌ في طباعه، متواضع في حضوره، لكنه ثري في فكره وإبداعه، وكثيف العطاء العلمي الذي لا يعرف انقطاعًا.

موسوعية فكرية ونتاج غني

تخصص الدكتور باحارثة في الأدب والنقد الأدبي في قاهرة المعز، وهناك تشكّلت بصمته البحثية التي جمع فيها بين المنهج العلمي الصارم، والحس الأدبي المرهف.
وبعد عودته إلى حضرموت، عمل أستاذًا في عدد من الجامعات الحكومية والخاصة، واستمر في الوقت ذاته في إنتاجه العلمي الرصين.

بلغت مؤلفاته 26 كتابًا مطبوعًا أغنت المكتبات وساهمت في تعزيز الحراك الثقافي، كما قدم عشرات البحوث والدراسات المتعمقة، التي تناولت تاريخ حضرموت وإسهامات أعلام الأدب محليًا وعربيًا، معتمدًا على التوثيق الدقيق والرجوع إلى المصادر الأصلية، ومنهجيات بحثية حديثة.

حضور بحثي في الداخل والخارج

شارك باحارثة في العديد من الندوات العلمية داخل اليمن وخارجه، كان أولها بحثًا قدّمه في القاهرة عام 2010 بعنوان:
“إسهامات باكثير النقدية”،
ليكون بوابته الأولى نحو المشاركة الإقليمية.

أما أول بحث قدّمه في الداخل فكان حول:
“حديث الصحافة الحضرمية الصادرة في الثلاثينيات عن تجربة السلام في حضرموت”،
وهو بحث أكد قدرته على قراءة التاريخ برؤية جديدة تستند إلى تحليل النصوص ومقارنتها بالواقع الاجتماعي والسياسي.

شخصية علمية رصينة

يُعرف الدكتور باحارثة بابتعاده عن الضجيج، وقربه من الورق والبحث والتأمل. لا يتسرع في إصدار الأحكام، ولا ينجرف خلف الشطحات الفكرية، بل يقدم رؤية محكمة تستند إلى منهج علمي وتحليل موضوعي رزين.

وبرغم تخصصه الأدبي، إلا أن ثقافته الموسوعية مكّنته من الخوض في العديد من المجالات، حتى في الشأن السياسي، خاصة ما يتعلق بشؤون حضرموت وتاريخها ومساراتها الاجتماعية.

رسالة تقدير

إلى الدكتور أحمد هادي باحارثة: 
“أمضِ في الطريق، متسلحًا بالقلم والمعرفة، فمكانك بين المتميزين، وعطاؤك شاهد على جهدٍ لا يعرف التوقف.”

هكذا يظل باحارثة نموذجًا حضرميًا مضيئًا… يحرث بالعقل، ويبذر بالعلم، ويحصد المعرفة.

Related Articles

Leave a Reply

Back to top button
en_USEnglish