رسالة مفتوحة إلى الرئيس عيدروس الزبيدي من عربي مؤمن بعدالة القضية الجنوبية

خاص – حضرموت نيوز

بعث الدكتور توفيق حزوليت، أستاذ القانون والعلاقات الدولية، جامعة محمد الخامس / الرباط، برسالة مفتوحة إلى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عضو المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي، إليكم نصها:

أكتب إليكم بصفتي عربيًا مؤمنًا بعدالة القضية الجنوبية وحق أهلها في استعادة دولتهم. فمنذ تلك الحرب المشؤومة التي قمتُ بتغطيتها من المواقع الأمامية، وأنا أدافع عن القضية الجنوبية في المحافل الأكاديمية والحقوقية، وسأظل على هذا العهد ما دمت حيًّا.

ومن هذا المنطلق، آثرت أن أوجه إليكم هذا الخطاب نابعًا من الحرص على نجاح المشروع الوطني الجنوبي، في الوقت الذي يرى فيه كثير من أبناء الجنوب أن أصواتهم وانتقاداتهم لم تُسمع بما يكفي خلال المرحلتين الماضية والآنية، رغم أنها أصوات تسعى إلى التصحيح وتعزيز المسار السياسي لا إلى تقويضه. ويؤسفني أن تجاهل هذه الأصوات يفتح ثغرات يعمل خصوم القضية الجنوبية على استغلالها للإضرار بصورة المجلس الانتقالي ومكانته.

السيد الرئيس،
إن المرحلة التي يمر بها الجنوب اليوم بالغة الحساسية، وتشهد تقلبات سياسية وأمنية تجعل من التواصل مع الرأي العام الجنوبي واستيعاب وجهات نظره ضرورة قصوى. خصوصًا أن شعبية المجلس الانتقالي تتعرض للاهتزاز، فيما يتحرك خصوم القضية الجنوبية لاستثمار أي خلل أو فجوة داخلية.

ولهذا يبدو لي جليًا أن التحرك السريع والمسؤول أصبح مطلبًا ملحًّا لاستعادة ثقة الشارع الجنوبي، وسد الطريق أمام كل من يسعى لإضعاف المشروع الوطني الجنوبي بل والقضاء عليه. إن اتخاذ خطوات عملية، وتفعيل قنوات الاستماع، وإظهار جدية في مراجعة السياسات، من شأنه أن يعيد للمجلس مكانته الطبيعية في قلوب الناس.

إن القضية الجنوبية أسمى من أي خلاف، ولا يمكن صونها دون قيادة تستمع وتبادر وتتخذ القرار الشجاع في اللحظة المناسبة. وأنا على ثقة بأن دوركم في هذه المرحلة قادر على إعادة ترتيب المشهد، وإغلاق الأبواب أمام من ينتظر تعثر الجنوب ليبني فوقه مصالحه الخاصة.

ختامًا، تقبلوا فائق التقدير والاحترام، مقرونًا بالأمل في أن تجد هذه الكلمات الصادقة موقعها الكريم لديكم، وأن تتحول إلى خطوات تحفظ للقضية الجنوبية زخمها وكرامتها ومكانتها التي تستحقها.

وما توفيقي إلا بالله.

الدكتور توفيق حزوليت
أستاذ القانون والعلاقات الدولية
جامعة محمد الخامس / الرباط