مقالات الرأي

شهادات تقديرية

بقلم: عوض سالم ربيع

أتت هند شاكية حظها إلى أحد القضاة، وقالت:
– سيدي القاضي، الغرفة حق زوجي ملانة دار مادار شهادات تقديرية، ونحن لا نملك شروي نقير!

فسألها القاضي:
– وأين يعمل زوجك يا امرأة؟

قالت الزوجة:
– ندوات، ورش عمل، لقاءات تشاورية، جلسات عصف ذهني، حلقات نقاشية… وشنطته مليانة قصاع حق ببسي!

قال القاضي متعجبًا:
– وما هي مخرجات هذه الورش يا امرأة؟

قالت الزوجة:
– غَسَّه، حَتيكَه، مَسيل، مَخاوط، تَفله، غِطّيه، قُفَف، زَنابيل، مَخاوط… مشااااكيك!

فقال القاضي متنهّدًا:
– مشاكيك يا قلبي العناء… مشاكيك!

قالت الزوجة بحزن:
– ولكن يا سيدي، نحن بلا راشن، والراتب في علم الغيب.

فقال القاضي متأملًا:
– ولكنك قلتِ إن الغرفة دار مادار مليانة شهادات تقديرية، هل فكّر زوجك أن يخرج بها إلى سوق الحراج عصر الجمعة؟

قالت الزوجة:
– رحماك سيدي، وضعها زوجي في كرتون وخرج بها إلى سوق الحراج، فظنّ الناس هناك أنها دجاج ودياك!

فسأل القاضي ضاحكًا:
– وكم وصلوه في كرتون الشهادات التقديرية؟ إن شاء الله مبلغ محترم… وبالسعودي؟

قالت الزوجة:
– يا سيدي القاضي، قالوا له في سوق الحراج: حذاري حذاري أن تبيع هذه الشهادات، فهي تمثل قيمة إنسانية ومعنوية، وطاقة شمسية تنير لك دياجير الظلام! هذه الشهادات تخفف الأسى والوجع!

ثم أضافت بحسرة:
– جار الزمن جار جم، لا تقول ماشي افتهم، والمرتب كله بعم، كل العرب فاهمه!

وتابعت:
– وقال له رجل في الحراج: حرام عليك تبيع هذه الشهادات! أيش بتقول إذا زارتك قناة تلفزيونية في بيتك، وخلص عليك الكلام، ما معك إلا الشهادات؟ غرف من الكرتون بتفك عليك، وهي من ستبيّن تاريخك النضالي والانفصالي والبرتقالي!

وختمت الزوجة حديثها قائلة:
– فرجع زوجي من سوق الحراج مستبشرًا نشوان، وقال: “لا خَصّك المولى بشي، يأتيك مهما كان.”

 

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish