مقالات الرأي

الأديب باعامر والتأبين المؤجل

بقلم: حسين علي بن جوهر
في خضم الأستعدادات الجارية لتأبين الهامة الثقافية الكبيرة الأستاذ صالح سعيد باعامر تطفو على السطح قضية لا تليق بمقام الرجل الذي خدم حضرموت بثقافته وأدبه وإخلاصه ولا تليق كذلك برجال الثقافة الذين يحملون راية الوفاء له ومن الواجب أن يكون المثقفون قدوة في النزاهة والتقدير لا في التنافس الشخصي وأن القضية اليوم تتعلق بالأستاذ حسن بلجعد الذي كان أحد أعمدة الإعداد لكتاب التأبين قبل أن يفاجأ الجميع بقرار توقفه أو إنسحابه عن مواصلة عمله بعد أن قطع فيه شوطأ كبيرأ وأوشك على إتمامه بنسبة قاربت التسعين بالمئة.

لقد شكل الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي محافظ محافظة حضرموت لجنة تحضيرية لتأبين الفقيد برئاسته ونيابة الأستاذة عبير محمد الحضرمي مدير عام مكتب وزارة الثقافة بساحل حضرموت وعضوية نخبة من الأكاديميين والمثقفين الكبار وأضيف إليهم كل من الأستاذ حسن بلجعد والأستاذ عبدالله باحارثة تقديراً لكفاءتهما في الجانب الفني والإخراجي.

الأستاذ حسن بلجعد ليس أسمأ عابرأ في المشهد الثقافي الحضرمي فهو مصمم مبدع وفاعل في خدمة الثقافة والأدب في حضرموت وقد قدم لمكتب وزارة الثقافة أعمالأ إبداعية في تصميم وإخراج الكتب الأدبية والدواوين الشعرية لعدد كبير من الأدباء والكتاب الحضارم وليس غريبأ أن تبادر أسرة القاص والأديب الأستاذ صالح سعيد باعامر للدفاع عنه إذ يعرفون تمامأ ما قدمه لوالدهم في حياته وبعد رحيله فقد كان له بمثابة الابن المخلص والمرافق الأمين والمصمم الذي صاغ بأصابعه أعمال خالدة من إنجازات الراحل.

في بيان مؤثر أكدت أسرة القاص والأديب الأستاذ صالح سعيد باعامر تمسكها بالأستاذ حسن بلجعد لإكمال تصميم وإخراج كتاب التأبين معتبرة أن إستبعاده تصرف غير منصف.

تداولت الأوساط الثقافية أن أحد أعضاء اللجنة حاول سحب ملف الكتاب من الأستاذ حسن بلجعد مقترحأ تسليمه إلى طرف أخر رغم عدم خبرته الفنية الكافية لإخراج عمل أدبي يوثق مسيرة قامة ثقافية مثل القاص والأديب الأستاذ صالح باعامر، ولم يكن السبب تقصيرأ من الأستاذ حسن بلجعد بل بسبب ظروف خارجة عن إرادته منها تأخر إنعقاد اللجنة وسفر المحافظ وازدحام قلمالأعمال الرسمية ومع ذلك واصل الأستاذ حسن بلجعد جهده بإخلاص حتى أنجز الجزء الأكبر من العمل.

إننا ندرك جيدأ أن اللجنة التحضيرية وعلى رأسها المحافظ مبخوت مبارك بن ماضي ومدير عام مكتب الثقافة الأستاذة عبير الحضرمي حريصون على أن يخرج حفل التأبين في أبهى صورة تليق بالقاص والأديب الكبير الأستاذ صالح سعيد باعامر ومن هنا فإن الإنصاف يقتضي إعادة الأعتبار للأستاذ حسن بلجعد وتكريمه لا إستبعاده تقديرأ لما قدمه من جهد فني وأدبي واضح ولما يمثله من رمز للعطاء الثقافي الهادئ والمخلص.

إن الثقافة الحقيقية تقوم على الوفاء لا الإقصاء وعلى تقدير الجهد لا إنكاره وإذا كان تأبين القامة الثقافية الأستاذ صالح سعيد باعامر يراد له أن يكون وفاء لمسيرة من العطاء فإن أول مظاهر الوفاء هي الإنصاف لمن واصل مسيرة الوفاء.
ولذلك نطالب اللجنة والمحافظ بإنصاف الأستاذ حسن بلجعد ورد أعتباره وإتمام الكتاب الذي وضع فيه روحه حبأ وإخلاصأ ليكون تأبين الأستاذ صالح سعيد باعامر عملأ مشرفأ يليق بتاريخ حضرموت الثقافي العريق.

السؤال الذي يطرح نفسه إلى متى ستظل الخلافات الشخصية تعرقل المشاريع الثقافية في حضرموت؟

دعواتكم للأستاذ صالح سعيد باعامر بالمغفرة والرحمة.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish