مقالات الرأي

البركاني يُحرِق القاتَ في أرضِه

بقلم: محمد أحمد بالفخر

في الأسبوع الماضي تحدثت عن رسائل التفاعل من كثير من الاخوة الأكارم المتابعين لكتاباتي وممن يشاركوني الرأي في موضوع القات على وجه التحديد وهذا الأسبوع وصلتني الكثير وسأقف مرة أخرى عند رسالة جديدة ملهمة ومؤثرة من الشيخ احمد البركاني حفظه الله،

وهي بمثابة درس عملي في كيفية الانتصار على هذه الشجرة الخبيثة ومن الطبيعي أن أقدمها هنا لنستفيد منها لما فيها من الدروس والعِبَر،

اخانا الحبيب محمد بالفخر

السلام عليكم

استمر في مقالاتك ومحارباتك لعلها توقظ ضمائر كثير من امثالنا ممن أنهكهم التفكير في كيفية القضاء على هذه الآفة المدمّرة التي دمّرت أمّة اليمن ومقدراته وجعلته في ذيل أمم الجزيرة العربية ودولها

فهي البلد الوحيد في الجزيرة العربية الذي يعيش التخلف والتمزق والشتات والفقر والمجاعة والجهل والظلم بكل معانيه، فبقية الدول آمنة مطمئنة ومجتمعاتها ناهضة ترفل بالخير والنعم والبناء والتعمير والتقدم، وشعوبها تلتف حول قياداتها فتصنع المعجزات وتصعد درجات الرُقي لتحقق مكانتها اللائقة بين شعوب الأرض،

وبقي اليمن منكوباً بشعبه رغم انه شعب عملي وعصامي يبدع أيّما إبداع عندما يفارق بلاده المثخنة بالقات (القاتل) لكل المواهب ويغتربوا عنها فتظهر مواهبهم وتتجلى أفكارهم بمخترعات علمية واكتشافات متقدمة تنفع سائر شعوب الارض التي استقبلتهم واستوعبتهم فاهدوها عصارة أفكارهم وابداعاتهم

لأنهم بعدوا عن لعنة القات وتبعاتها المحزنة

فهل يعي مسؤولو اليمن هذه المصيبة التي هجّرت العقول النافعة والأيادي العاملة الناجحة الى الخارج ويهيئوا لها البلاد بإزالة هذا الشر المستطير المتوارث عبر الأجيال المانع لكل خير أن يصل إلى اليمن وأهلها لتنعم البلاد برجالها ونسائها وابنائها الصالحين

اخي محمد

لقد اسس العديد من اليمنيين مؤسسات لمحاربة اضرار القات ولكن لضعف المؤسسين وقلة الناصرين لهم وطوفان المتعاطين والمدمنين لم تؤثر تحركاتهم في موج كالجبال من رعاع ومثقفين وسياسيين واعلاميين وبعض مُدّعي العلم وقيادات وقواعد كلها

تطحن وتدور في فلك القات حتى أصبحت لا تعرف

معروفا ولا تنكر منكرا،

كلهم لا همّ لهم إلاّ كيف يحصل على القات اليومي وأين يأكله وكيف يحصل على قيمته من حلالٍ أو حرام

بعدلٍ أو بظلم بعقلٍ أو جنون المهم أن يحصل عليه بأي وسيلةٍ وبأي ثمن محققاً على الواقع لقولة (من قرح يقرح)،

اخي محمد

وجدت أخاً فاضلاً باحثاً ممتازاً اسمه الدكتور أبو اسامة الحيمي قد ألّف رسالته الماجستير في القات وحكمه الشرعي فخرج بنتيجة مدوية تحريمه شرعاً بأدلةٍ قاطعة دامغة وهي مطبوعة وأهداني نسخةً منها أثبت فيها ان علماء اليمن يحرمونه منذ أن دخل اليمن وأثبت ذلك بفتاوي علماء كل العصور السابقة ابتداءً من القرن السادس الهجري ان لم تخني الذاكرة ولكن المثل يقول: (من يقرا لعريج خطّه)

ولقد كنت انا والأخ أبو أسامه اعضاءً في مجلس امناء مؤسسة محاربة اضرار القات.

اخي محمد

إنّ قريتنا والقرى المجاورة كلها قات ولنا أرض زراعية ورثناها من أبينا رحمه الله وهو لم يكن من المتعاطين له حيث كان مغتربا عنها،

فأرسلتُ فرقةًً مسلحةًً من أولادنا والأصدقاء ليذهبوا الى بلادنا لقطع ذلك القات الذي لم ندخل أرضه يوماً ما ولا نعرفه لأننا مغتربين طوال حياتنا ولنا منه موقف شرعي أمرتهم ليقطعوه من أصوله ويصبّون الأسيد الحارق في عروقه وجذوره،

وقمت بتحريك هذه الفرقة الكوماندوز وعملنا لها غرفة عمليات في تعز لتنسيق العمل والاشراف على معركة القطع وانطلقت الفرقة بأسلحتها الآلية وبالمناشير الجديدة وجوالين كثيرة وكبيرة من الأسيد الحارق والسلاح الآلي لإسكات الفضوليين الذين توقعنا تدخلهم لإنقاذ هذه الشجرة اللعينة،

وبالفعل كان يوماً اسوداً عليها اذ قامت الفرقة المهاجمة بقطع كل أشجار القات المعمرة والصغيرة من أرضنا، والناس كانت تصرخ وتولول وكأننا نهدم صنم هُبَل وتقول للقاطعين انتم مجانين لا عقول لكم لأنكم تهلكون وتدمرون ثروتكم الغالية وهي فعلا غالية لأنها تُدِرُّ عليهم ذهبا يوميا وكان البعض يريد ان يتدخل لإيقافهم فهددوه بالرصاص، ويقولون لهم نحن أحرار بحقنا نفعل به ما نشاء وهم يشتمونا من بعيد ولا يقتربون لان الفرقة مسلحة وكان رد فرقتنا عليهم بأننا (لا نريد أن نشارك في دمار شعب اليمن كما فعلتم أنتم يا أرباب القات وزرّاعه.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish