أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

المهرة على حافة فراغ أمني: تمدد القاعدة وسط صراع نفوذ… وتحالفات تهدد «نخبة الساحل»

 خاص – حضرموت نيوز 

قالت مصادر أمنية في المهرة إن المحافظة تقف على حافة فراغ أمني قابل للاستثمار من قبل التنظيمات المتطرفة، مع تصاعد الصراع السياسي وتنامي التحشيد القبلي والإعلامي. وتضيف أن التحركات المرتبطة بعلي سالم الحريزي، خلقت مناخا مرتبكا وتضاربا في المرجعيات على الميدان، الأمر الذي يضعف قدرة الأجهزة على التدقيق والفرز ويمنح مساحات حركة أكبر لشبكات التهريب والخلايا النائمة.

وتتعامل الأجهزة مع مقتل سليمان عبدالسلام الخشي، الملقب بـ«شداد الخولاني»، قبل أيام في المهرة، بوصفه مؤشرا على نشاط متشدد يستفيد من هشاشة المشهد. وبحسب روايات متطابقة، يعد الخولاني احد عناصر القاعدة وابرز شعرائها الدعائيين، وقد مال في الأشهر الأخيرة إلى تنظيم «داعش»، ووصل إلى المهرة قبل نحو أسبوع على ما يبدو لتنفيذ مهمة قبل اغتياله برصاص مجهولين. ويرى مراقبون أن غياب تفصيلات رسمية حول الفاعل لا يلغي دلالة الواقعة: هناك حركة عناصر خطرة عبر ممرات صحراوية وبحرية يصعب ضبطها في ظل تشتت القرار.

ويحذر محللون من أن التداخل بين مسارات السياسة والأمن في المهرة، إذا اقترن بتحالفات ميدانية موازية، قد يفضي إلى نتيجة واحدة: اضعاف خطوط الحماية على السواحل والطرق. وفي هذا السياق، تشير تقديرات محلية الى تقاطع مصالح بين علي سالم الحريزي وسالم الغرابي وعمرو بن حبريش، بما ينعكس سلبا على التجربة المنضبطة في ساحل حضرموت، ممثلة بقوات النخبة الحضرمية التي اثبتت انتظامها خلال السنوات الماضية. أية خلخلة لهذه القوة تعني عمليا تسهيل تهريب السلاح وفتح ثغرات امام انتقال مقاتلي القاعدة بين المحافظات مستفيدين من «الممرات الرخوة» وغياب التنسيق الموحد.

ويلفت مراقبون إلى أن المشهد لا ينفصل عن عوامل مساعدة: اقتصاد ظل يتسع عند كل نقطة غير قانونية، اعتبارات قبلية ومناطقية تستدعى إلى الواجهة، وتوظيف إعلامي يضخم الخطاب ويشتت الإنتباه عن أصل المشكلة المتمثل في وحدة المرجعية الأمنية. ومع امتداد حدود المهرة الصحراوية وطول شريطها الساحلي وتداخل المسارات مع حضرموت، فان أية ثغرة في التدقيق على الهويات والحركة بين المديريات تتحول بسرعة إلى نافذة لوجستية للتنظيمات المتطرفة وشبكات التهريب معا.

وتؤكد مصادر أمنية أن المطلوب الآن ليس صراعا على النفوذ بقدر ما هو تثبيت لخط قيادة واحد وتوزيع واضح للاختصاصات بين المهرة ووادي وساحل حضرموت، مع صيانة التجربة الناجحة لقوات النخبة في الساحل وعدم تسييس انتشارها. كما تدعو إلى تشديد أدوات التحقق على المعابر والمسارات الصحراوية وربطها بقواعد بيانات محدثة وتبادل معلومات فوري مع الشركاء المحليين والاقليميين، إلى جانب فتح تحقيق مهني وشفاف في واقعة اغتيال الخولاني للوقوف على نطاق الشبكة التي تتصل بها الحادثة.

خلاصة المشهد كما يقرأها المحللون أن المهرة أمام اختبار أمني حاسم: أما أن تستعيد تماسكها تحت مرجعية مهنية موحدة تحفظ السواحل والمنافذ وتغلق ثغرات التهريب، وأما ان تنزلق إلى فراغ يعاد تدويره بواسطة الفاعلين الأكثر تطرفا. وفي كلتا الحالتين، يبقى ثمن التردد مرتفعا، بينما يظل الاستثمار في الانضباط والشفافية والتنسيق هو الطريق الأقصر لابطال مفعول تمدد القاعدة ووقف انتقال مقاتليها عبر خطوط رخوة صنعتها السياسة قبل ان تكملها الجغرافيا.

 

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish