ساحل حضرموت بين الاتهامات والوقائع: من يصنع الفوضى ولماذا الآن؟
المكلا – حضرموت نيوز
تتصاعد في حضرموت خلال الأيام الأخيرة رواياتٌ تتهم أطرافًا محلية وإقليمية بمحاولة جرّ ساحل حضرموت المستقر إلى حالة من الاضطراب، بما يخدم واقع وادي حضرموت الذي تقول أطراف محلية إنه يخضع لنفوذ جماعة الإخوان المسلمين. ويذهب مراقبون إلى أن الهدف الأبعد هو إضعاف قوات النخبة الحضرمية تمهيدًا لـ«ابتلاع» الساحل سياسيًّا وأمنيًّا، وتهيئة الأرضية أمام شبكات تهريب مرتبطة بالحوثيين.
وبحسب مراقبين ، فإن ملامح هذا المسار تظهر عبر تصعيدٍ مُوجّه في المدن الساحلية، يترافق مع حملات تجنيد خارج الأطر الرسمية واستحداث نقاط جباية غير قانونية على الطرق الحيوية، الأمر الذي يربك القرار الأمني ويستنزف وحدات النخبة. وتضيف المصادر أن الخطاب المُروّج لهذا التصعيد يستند إلى حديث مكثّف عن “مظلومية أبناء حضرموت” ورفع شعار الحكم الذاتي للساحل وحده بعيدًا عن الوادي، في صيغة ترى فيها هذه المصادر محاولة لشقّ الصف وتمزيق وحدة الموقف داخل المحافظة.
مصادر مطّلعة أشارت إلى أسماء يجري تداولها في هذا السياق؛ بينها سالم الغرابي الذي وُصف بأنه مقرّب من جماعة الحوثي، وبأنه على تواصل دائم مع علي سالم الحريزي في المهرة «لتأمين دعم خارجي»، على حدّ قولها. كما قالت المصادر إن عمرو بن حبريش يُدفَع—بحكم «تواضع خبرته السياسية»—إلى تبنّي التجنيد العشوائي بما يفتح ثغرات أمنية ويُضعف مرجعية الدولة. ولم يتسنَّ الحصول على تعليق من الأسماء المذكورة حتى ساعة النشر، فيما تؤكد المصادر حقهم الكامل في الرد.
وتحذّر مصادر عسكرية من أن الفوضى في الساحل ستوفّر بيئة مناسبة لفتح مسارات تهريب السلاح والمخدرات باتجاه الحوثيين، فضلًا عن انتعاش محتمل لخلايا القاعدة وداعش مستفيدةً من اقتصاد ظل وتمويل غير مشروع وفراغات في السيطرة. وتذكّر هذه المصادر بدور قوات النخبة الحضرمية في تحرير المكلا ومدن الساحل من تنظيم القاعدة، معتبرةً أن إضعاف هذه القوات سيقود إلى توسيع الانقسام القبلي وتقويض السلام الاجتماعي.
ويرى مراقبون أن الحدّ من المخاطر يتطلّب توحيد المرجعية الأمنية في الساحل والوادي، ووقف أي تجنيد خارج القانون، وتفكيك النقاط العشوائية وربط أي رسوم نظامية بخزينة الدولة، إلى جانب خطابٍ جامع يقطع الطريق على توظيف «المظلومية» لشطر المحافظة. ويشدّدون على أن استقرار الساحل ليس مكسبًا محليًا فحسب، بل سدٌّ أمام تهريبٍ يهدّد أمن حضرموت والمنطقة بأسرها.



