أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

حراك متقدم من الشرعية بعد العرض العسكري لحلف بن حبريش في الهضبة

المكلا – حضرموت نيوز 

مازال الغموض يلف التسريبات الأولية، التي خرجت من داخل الشرعية بعد قيام وزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان بزيارة غير معلنة إلى الهضبة بمحافظة حضرموت، حيث عقد لقاءً مغلقاً مع الشيخ عمرو بن حبريش رئيس حلف قبائل حضرموت، التي تمت وسط مؤشراتٍ على تراجع زخم الالتفاف القبلي حول الشيخ بن حبريش، بعد سلسلة من الأحداث التي كشفت عن ضعفها تماسك الحلف الميداني وتآكل أوراقه السياسية والعسكرية، بعد سقوط رهانه على تمرير صفقة تقاسم المشتقات النفطية مع السلطة المحلية.

وبحسب مصادر محلية مطّلعة، فإن اللقاء بين الوزير حيدان والشيخ بن حبريش جاء في توقيتٍ حساس أعقب العرض العسكري الذي نفذته مجموعات مسلّحة تابعة للحلف في الهضبة الأسبوع الماضي.

العرض الذي وُصف من قبل مراقبين بأنه محاولة استعراضية لإظهار القوة، استدعاء موقفا جادا من الشرعية لوضع حد لتداعياته الخطيرة خشية جره المحافظة للفوضى والصدام الداخلي.

وأشار محللون إلى أن زيارة حيدان إلى الهضبة تمثل محاولة تهدئة من الحكومة الشرعية، تهدف إلى طمأنة المكوّنات القبلية في حضرموت، واحتواء أي توتر ميداني قد تستغله الأطراف الخارجية. كما تبرز مدى الضغوط، بحسب المراقبين، التي تمارس على الحلف لتفكيك معسكراته، بعد أن فقدت مجموعاته المسلحة السيطرة على النقاط والمواقع الحيوية في مناطق الامتياز النفطي، حيث باتت معظمها تحت سيطرة عناصر قبلية من خارج الحلف وقوات نظامية والنخبة الحضرمية.

ويبدو أن تحرك الشرعية نحو الهضبة جاء كوعي متأخر،  في مدى إسهام “القوات القبلية” التي ظهرت في العرض العسكري الأخير للحلف في تعزيز الانقسام في حضرموت والمساس بأمنها واستقرارها، كونها تفتقر للشرعية، وأن ما جرى لم يتجاوز كونه مشهدًا فيلميًا متكرراً يهدف إلى الإيحاء بوجود عسكري غير حقيقي، في أراضي زُعم أنها تخضع لسيطرة قوات الحلف هي في الواقع تحت إشراف مباشر من قوات النخبة الحضرمية التابعة للمنطقة العسكرية الثانية، والمتمركزة في المكلا والهضبة ومناطق الامتياز.

وكان لافتا تجاهل المؤسسات الرسمية والعسكرية العرض العسكري للحلف، رغم ما آثاره تصريح العقيد مبارك العوبثاني – أحد قادة التشكيلات غير النظامية – جدلاً واسعاً بعد قوله إن قواته “جاءت تلبيةً لحاجة حضرموت إلى قوة نظامية مخلصة من أبنائها”، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة لإضفاء شرعية زائفة على تشكيلٍ قبلي يفتقر للإطار القانوني، ويسعى لأن يكون بديلا عن النخبة.

وأكدت مصادر قبلية أن قيادة الحلف بدأت تفقد قدرتها على التحكم في خطوط التمويل وصفقات العائدات، خصوصاً بعد أن أقامت النقاط المحلية في مناطق سيبان وآل جابر طوقاً يمنع تحرك أي ناقلات وقود مرتبطة بتلك الصفقات المشبوهة، وهو ما جعلها تسارع في إقامة العرض العسكري، بمن حضر، في محاولة ابتعاث لمشروعها.

ويرى مراقبون أن زيارة الوزير حيدان إلى الشيخ بن حبريش، تسعى لتثبيت حضور الدولة في حضرموت، وإعادة توحيد الصف القبلي خلف الشرعية، واحتواء أي محاولات لتفجير الوضع من قبل الأطراف الخارجة عن النظام. كما اعتبروا اللقاء إشارة واضحة إلى نهاية مرحلة تموضع الحلف في الهضبة وبداية حقبة عنوانها التنسيق الأمني والقبلي تحت مظلة الدولة، وحصانة مؤسساتها.

 

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish