كيف ننتصـــــر في معركة القات
بقلم: محمد أحمد بالفخر
كيف ننتصر في معركة القات؟ السؤال سهل والجواب في الواقع المرير الذي نعيشه صعب جداً،
وأنا اخوض معركة الوعي في هذا الجانب ومثلي الكثير جداً ولله الحمد أجد التفاعل المباشر من بعض الاخوة الأكارم سواء بإعادة نشر المقال في القروبات أو بإرساله لأصحابهم، وكذلك وصلتني الكثير من الردود والتعليقات الإيجابية باستثناء رد واحد سلبي، وكذلك أول من رد علي مباشرة بعد أن قرأ المقال أحد الأخوة الأكارم من أبناء أحد المناطق التي تكثر فيها زراعة القات وهو من المدمنين على تعاطيه ويظنُّ أنّ تعاطيه للقات يساعده في الابداع الإعلامي والصحفي كونه أحد الصحفيين المرموقين،
فإمعاناً في التحدي والتمادي كلّما بدأ التعاطي بعد ظهر كل يوم يعمل لي رسالة ويقول (بسم الله أول عودي) ويقصد عود القات ويزيد يرسل اغنية من أغاني أبوبكر سالم أو أيوب طارش أو فيصل علوي
ويبدو أنه مقتدي بعادات الرئيس السابق كما يقول بعض جلسائه أنّ الكيف لا يصل إلى ذروته إلاّ مع صوت أبوبكر وفيصل وأيوب،
المهم صاحبي كانت رسالته الخميس الماضي مقتضبه قال فيها بتذمّر (ألا يا الله نحن والقات..)
وأما الرسائل الإيجابية فهي كثيرة جداً وسأبدأ برسالة الشيخ العزيز أحمد البركاني من أهالي تعز الحالمة،
ورداً على السؤال الذي وضعته في نهاية المقال هل ندرك حجم الكارثة؟
فقال (لن يدركوا حجم الكارثة لأنهم هم الكارثة، جلسنا مع المتدينين وغير المتدينين مع الأسف كلاهما في القات واحد،
المتدين يدافع عنه كمصدر إلهام له عند الناس لأنه يمكنه من الاجتماع بهم لتحزيبهم ولجعلهم قواعد لأحزابهم السياسية التي يتسلق عليها ليصل إلى حكمهم،
وغير المتدين يرى فيه أنه مسألة اجتماعية نافعة في جمع الناس ليتدارسوا أوضاعهم البائسة التي لا حلّ لها، إلاّ أن يتركوا هذه التجمعات الباطلة وما يتعاطونه فيها والتي يهدرون فيها مقدّرات الشعب بكامله،
فالكلام في هذه المسألة يا أخ محمد يحتاج أن يتحوّل إلى قانون يطبّق بحزمٍ وشدّةٍ متناهيةٍ بعد أن تُجهّز مجموعة من البدائل الاقتصادية، لأنه لا يمكن قطعه وهذه النُخب المتدينة وغير المتدينة كلهم يحرسونه ويحرصون على بقائه)
وأما القاضي مذيب صالح البابكري من أهل شبوه فأرسل إليّ رداً قال فيه
(أحسنت بارك الله فيك، بيّنت المخاطر وخطورة أن القات سبباً من أسباب سقوط بعض المعسكرات فهذه الخيانة للوطن، ونتساءل إذا كانت هذه الإشكاليات العويصة من بعض القوى التي يفترض أنها وطنية ففي هذا إثبات أنها من أسباب تدمير اليمن وتدمير الوحدة وضياع العدالة، وبالتالي لا خير في بقائها،
إنّ مكمن الخطورة وأشدّها إذا كانت القوى السياسية هم من ملاّك مزارع القات لأنهم سيسخرونها لاستمرار تسلطهم وبالتالي سيبقى ملايين المتعاطين يسيرون وفق مرادهم،
واما الحل لمشكلة القات في نظري يأتي بالتدرّج،
بأن تكون أولوية التوظيف في الجيش والأمن لمن لا يتعاطى القات، وكذلك تمنع الترقيات لمتعاطيه بحالٍ من الأحوال وأما الوظائف السيادية العليا تحرّم على المتعاطي والبائع والمصدّر ومن يمتلك المزارع،
ثم يسري هذا الأمر على وزارة العدل ومجلس القضاء والمحاكم والنيابة العامة ثم وزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف وبقية الوزارات وفي مقدمتها الداخلية والخارجية والاعلام ويتم الإصلاح فيها بالتدرج ووضع المعايير والقوانين التي توصلنا للنتيجة النهائية للقضاء على هذه الشجرة الخبيثة)
وأما الأستاذ احمد باقادر وهو من شبوه أيضاً،
قال (يا خوي محمد الموضوع عند العلماء وخطباء المساجد، فهل سنسمع فتوى من علماء اليمن شمالاً وجنوباً بتحريم القات؟ هل لديهم الجرأة في إصدار الفتوى؟ ثم يأتي بعد ذلك دور خطباء المساجد في التركيز على أضرار القات المادية والجسدية والعائلية، وإن لم يتجرأ العلماء على إصدار الفتوى إذن العوَضْ على الله في شعب اليمن)
وأما الأستاذ عدنان باصليب من حضرموت فقد قال (والله لقد أوجعت قلوبنا بهذا المقال والقصص والمعلومات التي فيه وجعلتنا نقلق أكثر على وطن تتنافس في نهشه عناصر الفساد مجتمعة، وهنا أتكلم وأنا ابن خمسة وخمسون عاماً وقلقي على مستقبل أولادنا وبناتنا،)
الردود كثيرة ولكنني سأكتفي بما أوردت حتى لا نتوجّع أكثر كما قال عدنان،
وكما أسلفت نحن نخوض معركة الوعي بهدف تصحيح المسار لعلّ وعسى.



