مقالات الرأي

هل مايجري في حضرموت .. عمل نقابي؟!

بقلم: أ.متقاعد: محمد علوي بن الشيخ ابوبكر

لم يحدث في تاريخ العمل النقابي على مدار عقود متوالية أن نقابة حرفت مسار المطالب الحقوقية واستغلت مطالب المعلمين المشروعة في معارك استهداف شخصية موثقة في بياناتها و أعلامها المتشنج وصل إلى المطالبة بإقالة مدير مكتب تربية المحافظة الأستاذ أمين باعباد الذي يشهد الجميع بكفاءاته و نزاهته وعفة لسانه ويده.

ولكن هذا حدث للأسف مع هذه النقابة الحالية التي اعتمدت في نشاطها على الخطاب الشعبوي وشعارات التصعيد و المجابهة في سلوك أقرب للعمل السياسي منه إلى أدبيات العمل النقابي المعلومة.
وفي سابقة غير معهودة أيضا في العمل النقابي تقدمت هذه النقابة بدعوى قضائية ضد السلطة المحلية ومكتب التربية بالمحافظة إلى محكمة غرب المكلا الابتدائية التي أصدرت حكمها المعروف وألزمت كلا من السلطة والتربية بإطلاق راتب شهر أغسطس للمتعاقدين و الثابتين دون ورقة مباشرة وبلا قيد أو شرط كما ألزمت النقابة بتوجيه المعلمين إلى رفع الإضراب والعودة إلى ممارسة مهامهم التدريسية والإدارية.

النقابة اعتمدت الخطاب الشعبوي وشعارات التصعيد و المجابهة في سلوك أقرب للعمل السياسي

ومن اختار القضاء حكما وعدلا أولى بتنفيذ أحكامه الملزمة وهذا مالم نلمسه في بيان هذه النقابة الأخير والتي نأمل منها الانصياع لسلطة القضاء وألا تأخذها العزة بالإثم وتفتح لنفسها جبهة أخرى مع المحكمة و قاضيها ونتمنى أن لا نرى بيانا قادما تطالب فيه بإقالة قاضي المحكمة لأنه حكم بما لا تهوى نفس قياداتها استمرارا لنفس نهج الشخصنة والاستهداف السابق.
العيب ليس في النقابة ولا في مطالب المعلمين المشروعة والتي لا يختلف عليها أحد ، العيب في سلوك من يقف على هرمها القيادي الذين لا يفهمون منه إلا هذا المسار وهذا السلوك الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى عدم نيل المعلمين ولو بعضا من حقوقهم ومن يتحمل ذلك هو هذه القيادة التي أثبتت أحداث المرحلة الحالية عدم أهليتهم لقيادة هذا القطاع الواسع من المعلمين.

من اختار القضاء حكما وعدلا أولى بتنفيذ أحكامه الملزمة بدلا عن معارضتها

ما أعرفه عن العمل النقابي أنه أوسع وأشمل وليس محصورا في مسار الحقوق فقط على أهميته فهناك أيضا مسارات خاصة بعمق العملية التربوية والتعليمية ودور العمل النقابي هو ملامسة الجوهر التربوي كرديف لجهود قيادة مكتب التربية بالمحافظة وعلاقته تكاملية توافقية وليست تصادمية إقصائية.
بأي وجه ستتعامل هذه القيادة التصادمية مع مدير مكتب التربية بالمحافظة لاحقا الذي ناصبته العداء الشخصي المعلوم للجميع وطالبت بإقالته بعد انتهاء مرحلة الخصومة الفاجرة وعودة المعلمين والعملية التعليمية إلى مسارها الطبيعي.. أم أن هذه القيادة الحالية للنقابة لاتعرف من العمل النقابي غير هذا السلوك المشين الذي لا يخدم لا المعلمين ولا العملية التربوية والتعليمية برمتها.

 

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish