هذا يومنا للأبد…

بقلم: د. همدان دماج
صنعاء.. 26 سبتمبر 1962.. ليس كمثله في حياة اليمنيين شيء.. ذلك اليوم الذي طارت فيه البشائر في أرجاء اليمن، سهوله وقراه، جباله ووديانه، بيوته وأسواقه، رجاله ونسائه… بشائرُ الثورة المرتقبة وإعلان الجمهورية.
كان الصوتُ القادم من المذياع له رنّة فجرٍ جديد لطالما انتظره اليمنيون على امتداد الأرض اليمنية، وحلم به الثوار منذ عقود… انقشع الظلمُ والظلام… وأشرقتْ الشمس تحمل في طيات أشعتها آمالاً عظيمة، تحمل عهداً “كقلبِ النَّبـي”، لكنها تحمل أيضاً تحديات كبيرة… وارتفعت معنويات السامعين إلى تخوم السماء، فكل ما بعد هذه اللحظة هو عهدٌ جديدٌ واعدٌ وبهيج، عهدٌ ستُـرمى في طريقه كل أنواع الصخور والعوائق، ولن يُكتب له الاستمرار إلا بالتحدي والمجازفة والتضحية، وبالإيمان العميق والصادق بحق الناس في حياة أفضل. عهدٌ ما كان له أن يكون لولا مجموعة الثوار الذين أخلصوا في إيمانهم بالقضية اليمنية وقدموا أغلى التضحيات… الذين وضعوا الرؤوس على الأكف ومزقوا وجه العصر الإمامي البائد.
كل عام… وكل سبتمبر وأنتم ومن تحبون بخير.