تحقق رؤية سياسية لاحتمالات استقالة بن بريك

خاص ـ حضرموت نيوز

تصاعدت خلال الساعات الأخيرة التكهنات حول استقالة رئيس الوزراء سالم بن بريك، عقب سفره المفاجئ إلى المملكة العربية السعودية، وسط أنباء عن تفاقم خلافاته مع محافظ البنك المركزي بعدن أحمد المعبقي، وتباينات مع عضو المجلس الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بشأن قرارات تعيينات حساسة في مؤسسات الدولة.

وأكدت مصادر سياسية أن الساعات الثماني والأربعين المقبلة ستكون حاسمة في تحديد بقاء بن بريك أو رحيله، خصوصاً بعد تداول معلومات عن امتناع السعودية عن تقديم وديعة مالية بمليار دولار للبنك المركزي، بعد زلزال تعيينات المجلس الانتقالي الأمر الذي زاد من حدة الأزمة داخل المجلس الرئاسي والشرعية.

وفي خضم هذا الجدل، يعود إلى الواجهة الخطاب الذي كان قد وجهه الدكتور أحمد الشاعر باسردة، رئيس تجمع اتحاد الجنوب العربي، إلى بن بريك فور تعيينه رئيساً للوزراء.

ودعا باسردة صديقه إلى الاستقالة الفورية، معتبراً أن بقاءه في المنصب لن يفضي إلا إلى مزيد من الخيبات في ظل أوضاع مأزومة ومؤسسات مترهلة.

وجاء في الرسالة، التي نشرها حضرموت نيوز في حينه، أن “الوطن المنهك غارق في الظلام والفقر والفساد واللامبالاة، والمواطنون يفتقرون إلى أبسط حقوقهم من راتب وكهرباء وماء وأمان”، مضيفاً أن رئيس الوزراء لم يتمكن منذ تسلّمه مهامه من اتخاذ خطوات أولى نحو تلبية تلك المطالب.

وأشار باسردة إلى أن مجلس القيادة الرئاسي “لم يكن عوناً للحكومة، بل ساهم في تكريس العجز والشلل داخل الإدارات”، محذراً من أن الاستمرار في تحمل المسؤولية دون القدرة على إحداث تغيير حقيقي “يعد نوعاً من التواطؤ مع أجندات لا تخدم استقرار عدن ولا مستقبل الجنوب”.

وختم رئيس تجمع اتحاد الجنوب العربي رسالته بالتأكيد أن الشارع الجنوبي لم يعد يثق بالحكومة ولا بوعودها، وأن الاستقالة أصبحت واجباً وطنياً و”مقدمة لاستقالة العليمي وشلته الذين أثبتوا أنهم ليسوا على قدر المرحلة الحرجة”، معتبراً الصمت تجاه هذه الأوضاع “خزياً وعاراً”.

اليوم، وبينما يترقب الشارع قرار رئيس الوزراء بن بريك في البقاء في منصبه أو رحيله، تبدو رسالة باسردة وكأنها وثيقة استباقية استشرفت مسار الأحداث، لتتحول من دعوة سياسية مبكرة إلى موقف يجد صداه في ظل المستجدات الراهنة داخليا وخارجيا.