حينما يأتي الأمل من القاهرة بإرادة يمنية

حضرموت نيوز – عمار الاشول
في وسط هذا الظلام الدامس الذي يربض على عتبات هذا البلد، وبين كل هذه الأعاصير التي تتقاذف بأحلام أبناءه هنا وهناك، وفي ظل الفوضى الخلّاقة واللاخلاقة التي وَجَد اليمني نفسه وهو غارق فيها بذنب وبلا ذنب؛ يبقى بعض الأمل في بعض الأشخاص والمؤسسات؛ المركز الثقافي اليمني في القاهرة، أنموذجاً.
لطالما كانت القاهرة منارة ثقافية لكل العرب، لكنها بالنسبة لنا كيمنيين منارة وملاذ، سيّما عند كل هزة سياسية تخض هذا البلد، ولا أكبر وأطول من هذه الرعشة أو الغيبوبة السياسية، التي أصابت بلدنا منذ مدة وإلى الآن لم يفق أو يتعافى منها.
المركز الثقافي اليمني في القاهرة انتشل المبدع من دوامة الفوضى التي وَجَد نفسه غارق بداخلها بذنب وبلا ذنب
الملاحظ في الأمر، أن اليمني وهو في أشد أزماته يبدع ويبتكر، عصيٌّ على الظروف مهما بالغت في الأوغال فيه، يكتب ويرسم ويحلم، ويسعى لتحقيق طموحاته، ففي حين أُغلقت في وجهه الفرص في بلده، لم ييأس ولم يستسلم، بل على العكس، سافر وهاجر لينقّب عن ذاته ويكتشف نفسه.
ومن بين الفئات الحالمة، يأتي الكُتّاب والمثقفون، محصنون بالعزيمة ومسلحون بالإرادة، حيث لم تجفّ أقلامهم حين تأدلجت أو أُغلقت المراكز الثقافية ودور الكتب والبحوث والنشر في موطنهم الأصلي، فقد واصلوا انتاجهم الفكري، وظهر بأكفهم هذا الإنتاج أكثر قيمة وهو مخضّب بالمعاناة، وقد تتوجت جهودهم حين وجدوا في المركز الثقافي اليمني في القاهرة منبراً ثقافياً محفزاً ومشجعاً، لإشهار انتاجاتهم الثقافية والإبداعية، متجاوزين كل العقبات والكمائن والأسلاك الشائكة التي نُصبت لهم في بلدهم، للأسف.
في المركز الثقافي اليمني في القاهرة، لا تجد منبراً ثقافياً فحسب، بل مجموعة من المنابر والمنارات الثقافية المتكاملة في ما بينها، وكأنك أمام مجموعة من النوتات الموسيقية التي تتناغم معاً لتنتج أفضل معزوفة، ولكن بشكل وبمستوى ثقافي، كل ما عليك أن تقدم عملك وتحجز موعداً، لتتكفل إدارة المركز بالتنظيم والإعلان والإشهار، وإن كنت مدعواً في أي حفل توقيع لأي كتاب، ستخرج بحصيلة ثقافية وازنة، وبمحفزات تجعل منك علَماً من الأعلام الثقافية في قادم الأيام.
المركز الثقافي اليمني في القاهرة محفل مفتوح لرواد الفكر ومشعل للمعرفة والتنوير
وهنا لست بصدد الحديث عن منجزات المركز الثقافي اليمني، لكونها كثيرة وكبيرة، إنما لنقل انطباعي عنه خلال تواجدي القصير في القاهرة، حيث كنت مدعواً لحضور عدة فعاليات، من بينها حفل توقيع كتاب: “جلوساً على العين أو وقوفاً”، للشاعر أوراس الإرياني. كذلك حفل توقيع كتاب: “حول العالم.. رحلات وانطباعات”، للكاتب د. دحان النجار. وحفل تكريم المشاركين في: “ورشة كتابة السيناريو”، وغيرها من المناسبات الثقافية التي لا يتسع المجال لذكرها، والتي التقيت فيها بالعديد من الأدباء والمثقفين اليمنيين والعرب، من بينهم القاضي والمناضل أحمد سيف حاشد، الذي كان خلال إقامته في القاهرة، مركز إشعاع وتنوير إلى جانب المركز الثقافي.
لاشك أنه متى ما وجدت الإرادة تحقق الهدف، وقد تجلّت الإرادة هنا بجهود قيادة المركز، ممثله برئيسه الفنان الكبير حسين محب، وبنائبه، الذي هو بمثابة دينمو المركز ومصدر إلهامه، الزميل العزيز نبيل سبيع، ومدير الأنشطة والبرامج، النشط دائماً، الأخ القدير وحيد عبدالجليل، وبمسؤول الإعلام، المُخلص دوماً والمتفاني، الزميل العزيز وليد التميمي، ليحققوا معاً بجهودهم، أسمى وأنبل الأهداف في الحياة الثقافية اليمنية، ولو من بعيد.
للمزيد من الصور على رابط صفحة الكاتب في الفيسبوك: