عربي دولي

إيران: لا إمكانية للوصول إلى اليورانيوم المخصب ومخاوف من مخطط تهريبه إلى الحوثيين

وكالات حضرموت نيوز

دخل الملف النووي الإيراني مرحلة أكثر تعقيدًا، بعد تصريحات المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، التي أكدت الثلاثاء أن طهران “لم تعد تمتلك إمكانية الوصول إلى اليورانيوم المخصب” عقب سلسلة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية في يونيو الماضي، ضمن الحرب التي أودت بحياة أكثر من ألف شخص.

مهاجراني أوضحت أن قرار الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي “سيظل بيد القيادة الإيرانية”، في إشارة تحمل رسالة مزدوجة؛ الأولى إبراز إيران كضحية فقدت قدراتها النووية بعد القصف، والثانية التلويح بخيار نووي أكثر تصعيدًا إذا استمرت الضغوط الغربية.

أوروبا تعيد فرض العقوبات

التصريحات الإيرانية تأتي في ظل خطوة أوروبية مهمة، إذ أعلنت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا نهاية أغسطس تفعيل “آلية الزناد”، التي تسمح بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران، بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وهو ما يزيد من عزلة إيران الدولية ويضعها أمام خيارات صعبة.

مصر تدخل على خط الوساطة

في المقابل، تشهد القاهرة حراكًا دبلوماسيًا لاحتواء الأزمة. فقد بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي سبل تطوير العلاقات الثنائية، وتطورات الملف النووي الإيراني، حيث أكد الوزير المصري “أهمية مواصلة الجهود لتهيئة الظروف للتوصل لتسوية مرضية ومستدامة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما يسهم في تحقيق التهدئة واستعادة الثقة”. كما ربط اللقاء بين الملف النووي والأوضاع الميدانية في غزة، مع التشديد على رفض تهجير الشعب الفلسطيني.

ضغوط متزايدة على طهران

المشهد الحالي يضع طهران أمام معادلة معقدة:

  • خسارة جزء كبير من بنيتها النووية نتيجة الضربات الإسرائيلية.
  • عودة العقوبات الأممية عبر المسار الأوروبي.
  • تراجع التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد تعليق الاتفاقات السابقة.

مدير الوكالة، رافائيل غروسي، حذّر مؤخرًا من أن “الوقت ينفد” في المحادثات مع إيران، معربًا عن أمله في استئناف عمليات التفتيش خلال أيام.

قراءة في الموقف الإيراني

يرى مراقبون أن تصريحات مهاجراني تكشف سياسة “الضغط بالتهديد”، إذ تحاول إيران أن تظهر بمظهر الخاسر أمام الرأي العام الدولي، لكنها في الوقت ذاته تلوّح بخطوات تصعيدية مثل الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي للحفاظ على أوراق تفاوضية، وعدم الظهور بموقف ضعف مطلق.

فرضية تهريب اليورانيوم إلى الحوثي

بين الضربات الإسرائيلية التي كبّدتها خسائر استراتيجية، والعقوبات الغربية التي أعادت إيران إلى مربع العزلة، تجد طهران نفسها في موقع حرج، تحاول عبره إعادة رسم ملامح معركتها الدبلوماسية باستخدام أوراق محدودة. وفي الأثناء، يظل مستقبل برنامجها النووي، ومكانتها الإقليمية، رهن التوازن بين التصعيد والبحث عن مخرج تفاوضي يجنّب المنطقة مزيدًا من الانفجار.

ويبدو أن تصريح مهاجراني، ينصب في خانة سياسة المناورة والتهديد الذي تحاول من خلاله طهران التلويح بإمكانية تهريب اليورانيوم المخصب إلى اذرعتها الإرهابية النشطة وبالذات مليشيا الحوثي، على الرغم من أن هذه المغامرة في الوقت الراهن، غير مرجحة عمليًا جراء وجود عقبات تقنية، لوجستية واكتشافية هائلة ومخاطر دبلوماسية استثنائية، وكون المواد الانشطارية (يورانيوم مخصب عالياً أو HEU) تُعدّ من أكثر الشحنات رقابةً في العالم: تحتاج تغليفاً خاصاً، بيئة محكمة، ونُقل عبر طرق مراقبة ذات حساسية إشعاعية. اكتشافها نسبيًا سهل عبر أجهزة قياس الإشعاع في الموانئ والطرقات والجو. نقلاً أو تخزيناً في أيدي فصيل غير دولة يزيد مخاطر كشفه فورًا.

وعليه فإن الشك فقط في صفقة تهريب اليورانيوم من طهران إلى صنعاء قد يعجل بتوجيه ضربة عسكرية دولية ساحقة للحوثي ونظام طهران معا، سيعززها حتما إعلان وزير الدفاع الإيراني مؤخرا إنشاء بلاده مصانع للأسلحة في دول عدة ما من شك أن أبرزها اليمن.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish