مقالات الرأي

مُدمّر اليمن ومُضيّع اليمنيين9

بقلم: محمد أحمد بالفخر 

هذا الأسبوع التاسع الذي أتناول فيه موضوع القات تحت هذا العنوان وليقيني أنه السبب الرئيس في كل إشكاليات اليمن صغيرها وكبيرها على رغم محاولات صديقي العزيز ابو إبراهيم الذي أرسل لي بعدة رسائل معترضاً على تناولي لموضوع القات على اعتبار انني أظهرت الجوانب السلبية وخاطبني في رسالته الأخيرة (جزاك الله خيراً على كل ما تكتبه لكن انظر للقات من زوايا أخرى يمكن تكون إيجابية،

منها أن فيه حركة اقتصادية باعتباره سلعة ترفد خزينة الدولة من خلال الضرائب وبالتالي يعود بالنفع على الوطن،

وإذا اعتبرته سلعة سلبية اعتبره مثل الخمر في أي مجتمع يجوّز تعاطيه ولا يقولون إنه مدمّر للاقتصاد كما تقول أنت في القات بل هو سلعة مثل غيره رغم أن الكحول مدمّر للصحة ويُخِلُّ بنفقة الأسرة،

وما أريد أن أقوله احترم عقول قراءك واعطي الموضوع حقه فقط ولا تحمّله أكثر مما يحتمل،

فقد نسيت فساد الدولة وما يتعلق باستقرار الوضع السياسي والأمني والاقتصادي وخلق فرص العمل وتثبيت سعر العملة وقضايا استراتيجية تعبث فيها الدولة، وحمّلت المواطن كل الانهيارات بسبب القات!

يا أستاذ محمد القات سلعة ومنتج وطني هو غير صالح، لكن لا علاقة له بكل ما ذكرت،

بل بالعكس تعيش على زراعته وتسويقه الاف الأسر اليمنية،

وقتك ثمين فرّغه لجوهر القضايا هذه نصيحة وأعتقد إني بهذه العجالة قد أوصلت الفكرة)

انتهى كلام أبو إبراهيم، وعلى العكس تماماً وصلتني مئات الرسائل من أساتذة ودكاترة ورجال أعمال وشخصيات سياسية واجتماعية تشاطرني الرأي فيما كتبت بل وأضافت الكثير من المعلومات في هذا الشأن قد أشير الى بعضها في مقالات قادمة ولكن ليس تحت هذا العنوان،

وفي الوقت نفسه وصلتني رسالة صوتية من أحد الأحبّة أشعرني في مضمونها بالخوف عليّ من تناول هذا الموضوع وقال يا شيخ محمد أنت الآن تحارب السيل الجارف ومقالاتك هذه ضد تيار المشايخ الكبار ضد المليارات التي يكسبوها،

مقالاتك لن يكون مرحباً بها أبداً،

هؤلاء عندهم مزارع القات وتُدرُّ عليهم مليارات وأنت تريد أن تمنع عنهم هذه الثروة بتحذيرك من الأضرار المصاحبة،

وأقول له صدقت يا أبا عبد الرحمن لكن معركة الوعي تستلزم قول الحقيقة لعلّ وعسى أن نفتح فتحة للنور بعد أن نظلّ نحفر في الجدار،

لكن ستظل عزائمنا قائمة وفي هذه الجزئية تحديداً أرسل لي أحد الاخوة الأكارم من محافظة أبين قال فيها ذات يوم جلب أحد المواطنين مجموعة من شتلات القات وزرعها في مزرعته دون أن يخبر أحداً بفعلته الشنيعة،

ومعروفة منطقتهم بخصوبة أراضيها وغزارة مياهها فسرعان ما أصبحت ظاهرة للعيان وعرف بأمرها الجميع،

فتسارع عقّال المنطقة ووجهائها فأجبروا صاحب المزرعة على قلع هذه الأشجار واتلافها امام الجميع فكان هذا حكم المجتمع الذي أدرك ما ستجره عليهم من ويلات لو تركوها وهذا الأمر يذكّرني بالتوجيه النبوي كما جاء في صحيح البخاري عن النُّعْمانِ بنِ بَشيرٍ رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ ﷺ قَالَ: مَثَلُ القَائِمِ في حُدودِ اللَّه، والْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سفينةٍ، فصارَ بعضُهم أعلاهَا، وبعضُهم أسفلَها، وكانَ الذينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا في نَصيبِنا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعًا، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعًا)

هذا والأمر في ظاهره حسن النيّة فكيف بمن يسعون للإفساد وتدمير المجتمع فتحية إلى أولئك النفر من الرجال من أهل أبين الباسلة،

وحتى نلتقي في سلسلة مقالات توعوية قادمة سأختم

بما قاله الشيخ العلامة محمد بن سالم البيحاني رحمه الله،

ان رُمت ان تعرف آفة الآفات

فانظر الى ادمان مضغ القات

القات قاتل للمواهب والقوى

ومولدٌ للهمِّ والحسرات

ما القات الا فكرةٌ مسمومةٌ

ترمي النفوس بأبشع النكبات

ينساب في الاحشاء داءً فاتكاً

ويُعرِّض الاعصاب للصدمات

يذرُ العقول تتيه في أوهامها

ويذيقها كاسَ الشقاء العاتي

ويميت في روح الشباب طموحه

ويذيب كل مزية وثبات

يغتال عمرَ المرءِ مع امواله

ويريه ألواناً من النقمات

هو للإرادة والفتوةِ قاتلٌ

هو ماحقٌ للأوجه النظِرات

فاذا نظرت الى وجوهِ هواته

ابصرت فيها صُفرة الاموات

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish