تقارير وتحقيقات

عبدالصمد الحوشبي.. سيرة وطنية وعسكرية ناصعة ومكانة راسخة في قلوب الجنوبيين

خاص – حضرموت نيوز

في ساحات النضال التي لا تعرف إلا لغة الصبر والدم، يولد القادة الحقيقيون بعيدًا عن الأضواء، ويصنعون التاريخ بعملهم لا بشعاراتهم، وهناك قادة لا يطلّون إلا في اللحظات الفارقة، حين تكون المعركة على مفترق طرق، وأحد هؤلاء القادة هو أبو غازي الحوشبي اسم محفور على جبين الجنوب وجبهات القتال.

منذ بداياته حرب 2015، ضد مليشيات الحوثي، وعلى يد القائد وزير الدفاع السابق اللواء الركن هيثم قاسم طاهر، صقلت قدرات القائد أبو غازي “عبدالصمد عبدالخالق علي باشه الحوشبي” في فنون القيادة والإدارة، وكان حاضرًا في الصفوف الأمامية للدفاع عن الجنوب ومواجهة مليشيات الحوثي الإرهابية في كثير من الجبهات ومنها جبهات الساحل الغربي التي أبلي فيها بلاء حسنا، حيث سجل في جميع مشاركاته مواقفًا بطولية ستظل شاهدة على وفائه لهذا الوطن.

وفي إحداث 2018، كان في مقدمة من ذادوا بارواحهم ودمائهم عن العاصمة عدن، وكتب حينها فصلًا جديدًا في مسيرته النضالية مدافعا عن الجنوب وعاصمته الحبيبة، حيث كان من أوائل المشاركين في معركة الذود والدفاع عن العاصمة عدن، وخاض برفقة الشهيد القائد يسري عبيد حازم الحوشبي تلك المعركة المشهودة في حين غاب أو تنصل من هم قادة اليوم عن تحمل هذه المهمة الوطنية المقدسة، مثبتًا أن شجاعته لا تعرف التردد وأنه يقاتل حيث يفرّ الآخرون.

واليوم، ومع تصاعد رياح الفتن والمؤامرات التي تهدد أمن واستقرار الجنوب، يعود أبو غازي الحوشبي إلى الواجهة، ليؤكد أنه رجل المواقف الصعبة، والرمز الذي تتوحد عنده الصفوف حين تشتد الأزمات والمحن، فهو النار التي لا تنطفئ، والأسد الذي لا يُقهَر، فهذا إعلان بأن اللحظة بلغت ذروتها، وأن الاستعداد واجب، فالجنوب ليس ساحة للعبث، وأمنه وكرامته خطوط حمراء لن يسمح أي جنوبي حر وشريف بتجاوزها من قبل الحثالات واشباه الرجال والمتطفلين أو المتقمصين بثوب الوطنية.

ويحظى القائد الشيخ عبدالصمد الحوشبي، بمكانة مرموقة ومحبة واسعة في أوساط الشعب الجنوبي، من أقصاه إلى أقصاه، لذا فالتاريخ لا ينسى الرجال المخلصين، وأبو غازي يبقى نموذجًا للقائد الوطني الصامت، الذي لم ينجرّ إلى الفوضى، بل ظل محافظًا على مبادئه، حريصًا على بلاده، مؤمنًا بأن الجنوب قادم لا محالة، مهما حاولت قوى الظلام أن تطفئ نوره، كما يبقى في صدارة الأسماء القادرة على قيادة المرحلة المقبلة بثقة وحنكة.

لقد عادت الأسود، وعاد معها عهد العزة، لتسطر بدمائها الزكية فصولًا جديدة من الكرامة والحرية، ولتثبت أن الجنوب سيبقى صامدًا، مهما تعاقبت المؤامرات وتكالب الأعداء، وأبو غازي مهما كتبنا، ستظل سيرتك أكبر من أي مقال، وتاريخه أوسع من أن يختزله قلم.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish