جهاز تجسس إسرائيلي متطور ضمن شحنة أسلحة مهربة للحوثيين

خاص – حضرموت نيوز
كشفت “المقاومة الوطنية” في الساحل الغربي، خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس، عن اعتراض شحنة كانت في طريقها إلى مليشيات الحوثي، وتضمنت معدات وأجهزة تجسس متقدمة، من بينها جهاز “Turbo Link” تابع لشركة Cellebrite الإسرائيلية المتخصصة في أدوات التحليل الجنائي الرقمي.
الجهاز يُعد جزءًا من منظومة تكنولوجية متطورة تُستخدم في اختراق الهواتف المحمولة المقفلة واستخراج البيانات الحساسة منها، بما في ذلك الأجهزة العاملة بنظامي أندرويد وiOS.
جهاز Turbo Link: أداة اختراق متقدمة
وقال المتخصص في أمن المعلومات فهمي الباحث، في منشور في صفحته في الفيسبوك:
“جهاز Turbo Link ليس مجرد قطعة إلكترونية، بل هو أداة اختراق متكاملة تُستخدم ضمن منظومة UFED التي طورتها Cellebrite. يعمل الجهاز كوسيط بين الهاتف المستهدف وبرمجيات الشركة، حيث يقوم بفك تشفير الحزم البرمجية التي تُستخدم لاحقًا في استغلال الثغرات داخل الجهاز لفتحه وسحب البيانات منه.”
وأوضح الباحث أن الجهاز قادر على تحديد نوع الهاتف وإصدار نظام التشغيل بدقة، ومن ثم توجيه الهجوم المناسب بناءً على قاعدة بيانات ضخمة من الثغرات والأدوات المدمجة في أنظمة Cellebrite، وهو ما يُمكّن حتى الأشخاص غير المتخصصين تقنيًا من تنفيذ عمليات اختراق وتحقيقات رقمية معقّدة.
استخدامات مثيرة للقلق دوليًا
بحسب فهمي الباحث، فإن خطورة هذه الأدوات لا تقتصر على بيئة الحروب أو النزاعات فقط، بل ظهرت مؤخرًا في سياقات قمع داخلي، كما حدث في صربيا، حيث كشفت منظمة العفو الدولية في تقارير صادرة في ديسمبر 2024 وفبراير 2025 عن قيام السلطات الصربية باستخدام جهاز Turbo Link للوصول غير المشروع إلى هواتف نشطاء، ما اعتُبر انتهاكًا خطيرًا للخصوصية والحقوق المدنية.
وتابع الباحث:
“شركة Cellebrite اضطرت في فبراير 2025 إلى إصدار بيان رسمي أعلنت فيه تعليق استخدام منتجاتها من قبل “العملاء المعنيين” في صربيا، وذلك بعد تصاعد الضغوط الحقوقية والإعلامية، إثر توثيق منظمة العفو الدولية لاستخدام تلك الأدوات في عمليات مراقبة غير قانونية.”
أدوات خطرة سهلة الاستخدام..
وأشار فهمي الباحث إلى أن ما يجعل هذه الأدوات أكثر خطورة هو سهولة استخدامها من قبل أفراد لا يمتلكون خبرة تقنية عالية، حيث تم تصميمها لتكون عملية ومباشرة لفرق التحقيق الرقمي والأمني، بما يُتيح تنفيذ عمليات استخراج بيانات، تجاوز قفل الأجهزة، وحتى استرجاع الملفات المحذوفة، دون الحاجة لمهارات اختراق متقدمة.
دلالات أمنية في السياق اليمني
وأكد الباحث أن وصول مثل هذه الأدوات المتطورة إلى مليشيات الحوثي يثير تساؤلات بالغة الخطورة حول الدور التقني المتنامي الذي تلعبه بعض الجهات في تسليحهم بأدوات اختراق رقمية، وهو ما يفتح الباب أمام تصعيد في الحرب السيبرانية داخل اليمن والمنطقة.