العامري.. لبلوغ الطموح الشخصي على ركام حضرموت

خاص – حضرموت نيوز

في ظل تصاعد الأزمة السياسية والاجتماعية في محافظة حضرموت، تكشف مصادر مطلعة عن تحركات حثيثة يقوم بها أكرم العامري، الأمين العام لمؤتمر حضرموت الجامع، نائب رئيس لجنة التشاور والمصالحة، بهدف استصدار قرار رئاسي يعيّنه محافظًا للمحافظة، مستغلاً حالة الفراغ السياسي والتوتر المتصاعد بفعل الأزمة التي افتعلها حلف قبائل حضرموت.

العامري، الذي عُرف بتبديل مواقفه وتحالفاته بحسب مقتضيات مصلحته الشخصية، يسير بخطوات محسوبة نحو تحقيق حلمه في الوصول إلى منصب المحافظ، متقمصًا دور “المرشح التوافقي” المنفتح على كافة الأطراف، في حين تكشف تحركاته ومواقفه المتقلبة عن سعي واضح لبناء مجد شخصي على حساب استقرار حضرموت ووحدة مكوناتها السياسية والاجتماعية.

استثمار الأزمة وخلط الأوراق
وفقاً للمصادر، فإن العامري يحاول تقديم نفسه كبديل “متوازن” في الوقت الذي تمر فيه حضرموت بأزمة خانقة نتيجة الخلافات المتصاعدة بين الحلف القبلي بقيادة عمرو بن حبريش والسلطة المحلية ومكونات قبلية أخرى. وقد استغل العامري هذه اللحظة لطرح نفسه كخيار مناسب لرئاسة السلطة المحلية، مزيناً صورته برسائل طمأنة متكررة لكل الأطراف، من الحكومة الشرعية والمجلس الرئاسي، إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، في محاولة لإقناع الجميع بأنه رجل المرحلة.

مؤتمر حضرموت الجامع تحت السيطرة
ويؤكد متابعون أن العامري لا يرى في مؤتمر حضرموت الجامع إلا وسيلة لخدمة طموحه السياسي، حيث استطاع بسط نفوذه عليه وتحريكه بما يخدم أجندته الشخصية، مفرغًا إياه من أهدافه الأساسية في تمثيل حضرموت والدفاع عن حقوقها. وقد تمكن من تجميد نشاط المؤتمر في لحظات حساسة من مسار الأزمة، مما أثار انتقادات واسعة داخل وخارج المحافظة.

لعبة التوازنات المصلحية
العامري لم يتردد في التنقل بين الضفاف السياسية، فتارةً يظهر كحليف لحلف القبائل والرجل الأول في مؤتمر حضرموت الجامع، وتارةً كممثل شرعي أمام الحكومة والمجلس الرئاسي، بينما لا تغيب رسائل “الود” والطمأنة التي يوجهها بشكل متكرر للمجلس الانتقالي الجنوبي. هذا التلون السياسي يكشف عن نهج انتهازي لا يهدف إلى خلق توازن حقيقي، بقدر ما يسعى لخدمة طموح فردي يسعى لترسيخه في مشهد حضرموت المعقّد.

في هذا السياق، يحذر ناشطون من خطورة توظيف الكيانات المجتمعية والسياسية لصالح مشاريع شخصية، مشددين على أن حضرموت تحتاج إلى قيادة صادقة تعبّر عن هموم أبنائها، لا إلى من يعتلي موجة الأزمات لبناء طموح ذاتي.