مقالات الرأي

تصريح الناطق الرسمي لـ “حلف قبائل حضرموت”..

يفضح التناقض الصارخ ويُظهر حالة من الازدواجية في الخطاب السياسي والشعبي

كتب جمال العكبري

تصريح الناطق الرسمي لـ “حلف قبائل حضرموت” يفضح التناقض الصارخ ويُظهر حالة من الازدواجية في الخطاب السياسي والشعبي، والتضليل الإعلاميكتب جمال العكبري

تصريح الناطق الرسمي لـ “حلف قبائل حضرموت” يفضح التناقض الصارخ ويُظهر حالة من الازدواجية في الخطاب السياسي والشعبي، والتضليل الإعلامي حيث انه:

1. تناقض فاضح مع التصريحات السابقة

كيف يمكن لحلف يقول سابقاً إنه يعطي الكهرباء ما يكفي من الوقود لتشغيلها، أن يخرج اليوم بمنشور يفاخر بأنه “وافق” على تزويدها بـ 150,000 لتر يوميًا فقط؟

إن كان الوقود يُعطى بكفاية – كما زُعم – فلماذا الحاجة لإصدار منشور “استجابة لصوت المجتمع”؟

هذا إقرار ضمني بأن الوقود لم يكن يُسلَّم بالكميات الكافية سابقاً، وأن هناك تحكماً واضحاً في معاناة الناس.

2. لغة “المنة” ومفهوم السيادة المشوّه

الحديث عن “الاستجابة” و”السماح” و”الموافقة” على ضخ الديزل، يوحي وكأن الكهرباء وحقوق المواطنين في الطاقة أصبحت رهينة قرار الحلف، وليس مسؤولية دولة أو مؤسسات.

من يعطي الحلف هذا الحق في التحكم بمصير خدمة عامة؟ هل نحن أمام سلطة موازية أم دولة داخل دولة؟

هذا المنشور يعكس تغوّل القبيلة على الدولة واحتكار الموارد العامة وكأنها ملك خاص.

3. الخطاب المضلل والمراوغة الكلامية

المنشور يحاول قلب الطاولة على مؤسسة الكهرباء بادعاء أنها “رفضت استلام الكميات”، بينما لم يشرح بوضوح لماذا تم الرفض أو ما هي تفاصيل هذا “الطلب الرسمي” المزعوم.

التضليل هنا واضح: إما أن هناك خللاً فنياً حقيقياً لم يُذكر، أو أن الحلف يراوغ ليتبرأ من تقصير بدأ يُحرجه أمام الناس.

4. شخصنة المعاناة وتسييسها

قولهم إن “الحلف لم ولن يكون شريكاً في معاناة الناس” يُعد هراءً سياسياً إنشائياً لا يغير من الواقع شيئاً.

إذا كنتم تمنعون الوقود، وتعلمون أن الناس يعيشون في ظلام، فأنتم سبب المشكلة ، بل انكم فضحتم أنفسكم باستخدام معاناة الناس كورقة ضغط.

5. غياب الشفافية وعدم تحميل الذات أي مسؤولية

رغم كثرة الحديث عن “الاستجابة” و”الحرص”، لم نجد في البيان أي اعتراف بخطأ أو تقصير، أو حتى شرح عملي لما سيتم بعد ضخ الـ150,000 لتر.

هل ستنتهي الأزمة؟ كم ساعة تشغيل ستغطي؟ إلى متى هذا “السماح”؟

كلها أسئلة مغيبة لأن البيان ليس لحل المشكلة، بل لتنظيف صورة الحلف أمام الرأي العام.

الخلاصة:

هذا المنشور لا يُظهر “حرص الحلف على المواطنين”، بل يؤكد أنه هو سبب الأزمة، سواء بالتحكم في الموارد أو بتضليل الناس عن حقيقة الموقف.

المعاناة التي يتحدثون عنها ليست فقط من صنع المؤسسة الرسمية، بل نتيجة مباشرة لتحالفات المصلحة، والاستعراضات القبلية التي تقدم الخطاب على الفعل، وتبيع للناس الوهم بدل الكهرباء.


Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish