بيان فريق إعداد وثائق الحكم الذاتي في حضرموت.. بين النشأة الأحادية وادعاء الاستقلالية !

بقلم: ماهر باوزير

بيان فريق إعداد وثائق الحكم الذاتي في حضرموت (27 مايو 2025م).. بين النشأة الأحادية وادعاء الاستقلالية !

طالعت البيان الصادر عن الفريق الوطني لإعداد وثائق الحكم الذاتي في حضرموت، ولاحظت فيه تناقضًا جوهريًا يحتاج إلى وقفة صادقة.

في مقدمة البيان، ورد نصًا:

“وانطلاقًا من الإرادة الحرة لأبناء حضرموت، وإلى القرار الصادر عن رئيس حلف قبائل حضرموت رئيس مؤتمر حضرموت الجامع بشأن تشكيل الفريق”.

وهنا يتضح أن الفريق قد تأسس بقرار من جهة واحدة فقط، هي قيادة الحلف والمؤتمر، بما يعني أنه نتاج تفويض مركزي لا شعبي.

غير أن البيان يعود في النقطة الثانية ليعلن:

“يعمل الفريق بتفويض شعبي وطني، وليس بتوجيه من أي جهة كانت…”

هذا التناقض بين نشأة الفريق وادعائه بالاستقلال التام، يفتح الباب لتساؤلات مشروعة:

كيف لفريق أن يتشكل بقرار من قيادة جهة معينة ثم يعلن أنه لا يتبع لأي جهة؟
وأين هو “التفويض الشعبي” إن كان الفريق قد شُكّل من أعلى، لا من قاعدة مجتمعية واسعة تمثّل الطيف الحضرمي المتنوع؟

إذا أردنا لهذا المسار أن يُكتب له النجاح ويُبنى عليه إجماع حضرمي حقيقي، فلا بد من:

تحرير الفريق من التبعية التنظيمية والسياسية.

إعادة تشكيله على أسس تشاركية وتمثيلية عادلة.

الاحتكام لشرعية مجتمعية لا قرارات فوقية.

فالحكم الذاتي مشروع وطني كبير، لا يجب أن يبدأ بقاعدة رخوة أو تضارب في المبادئ.