
كتب: سالم بامؤمن
في الآونة الأخيرة، برز توجه مقلق في إعلام حلف القبائل يتمثل في تخوين الأصوات المعارضة داخل الصف الوطني أو القبلي. هذا النهج الإعلامي، الذي يتجاوز النقد إلى الاتهام المباشر بالخيانة والعمالة، لا يخدم سوى في تعميق الانقسامات وضرب النسيج الاجتماعي، بل ويهدد وحدة الموقف أمام القضايا المصيرية التي تجمع الكل واعلا الصوت الواحد بحضرموت ومن يعارضه هو الخائن.
التخوين كسلوك إعلامي يعكس ضيق الأفق وضعف الحجة، ويفترض أن كل من يخالف التوجه السائد عدو يجب إسقاطه معنوياً. لكن في مجتمعات تقوم على التنوع والتعدد، لا يمكن بناء مشروع وطني أو قبلي جامع بدون احترام الرأي الآخر وتقدير حرية التعبير.
فالمعارضة، مهما كانت حدتها، تبقى جزءاً من الحراك السياسي والاجتماعي، وقد تسهم في التصحيح والمراجعة.
إن انزلاق الإعلام إلى مربع التخوين لا بينما يُحرم الصف الداخلي من فرصة المراجعة والنقد البنّاء المطلوب اليوم من إعلام حلف القبائل أن يرتقي بدوره، وأن يكون منصة لتقريب وجهات النظر لا لتفجير الخلافات، وأن يدرك أن الحفاظ على اللحمة أهم من كسب الجدل الآني.