المظاهرات زلزلة أركانهم فبدايتها حقوقية…
فإن لم ينصتوا لصوت العقل سترتفع المطالب حقوقية سياسية

✍️ أ/ خالد العاقل
ما شهدته عواصم المحافظات الجنوبية عدن، ولحج، وأبين من مظاهرات واعتصامات نسوية وكذلك رجالية، ولكن ما زلزل وأوصل صوت الحق والعقل والمنطق إلى من به صمم، المظاهرة التي أقيمت في ساحة العروض والتي دعت إليها ناشطات جنوبيات، للخروج إلى الشارع الجنوبي مطالبات بمطالب حقوقية أساسية، من عيش كريم وتوفير الماء ورفع الراتب بما يتناسب مع الأسعار التي ارتفعت عشرات الاضعاف، والراتب ما زال كما هو، مطالبات بتوفير الخدمات ومنها الكهرباء في ظل هذا الصيف الحار، الذي لا يستطيع أحد تحمله، وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة، والشيوخ والأطفال، والذين يموتون يوميا هنا أو هناك من شدة الحر بسبب انطفاء الكهرباء في محافظات الجنوب.
مطالبات بالتعليم للجميع والصحة التي تكاد مشلولة ان لم تكن شكلية وتحصيل حاصل لا غير.
من الذي لا يريد قيام المظاهرات في عدن ؟
ومن المتضرر من استمرارها ؟
وضد من قامت المظاهرات.
إذن من كان لا يريد قيامها أي التظاهرات، وكان هو أكثر الناس تضررا، بدون شك أنه كان وراء هذه الأعمال التي لا تمت بالناس المتظاهرين الذين خرجوا يطالبون السلطة والقيادة، بتوفير الخدمات الأساسية في البلاد ، فلا أظن أن أحدا سواها سواهم، فلا أظن أن هناك مدنس تعزي اوووو يستطيع يعملها ولا اخونجي ولا هم يحزنون.
فكلما حاولوا ان يقنعوا الشعب بسياسة التضليل والوهم الذي تعودوا عليه أصبح أمرهم مكشوفا أمام الشعب الجنوبي العظيم ، فلا حاجة لتغطية الشمس بمنخل.
فلماذا لم يثبتوا بالقول والفعل ان كانوا صادقين، والبراهين والاثباتات الدامغة ضد من قام بأعمال غير قانونية، ومحاسبتهم وفق النظام والقانون، يكونوا من يكونوا، فلا تأخذنا رأفة ولا رحمة في تطبيق النظام والقانون على الجميع، ويكونوا عبرة للآخرين في التظاهرات القادمة التي تشهدها الكثير من محافظات الجنوب مطالبين فيها توفير الخدمات الأساسية أو الاستقالة من مناصبهم.
وسترتفع المطالب من حقوقية إلى مطالب حقوقية وسياسية، إذا لم يستدركوا الأمر سريعا ويقومون بمعالجات الحقوق، وتوفير سبل العيش الكريم للشعب الجنوبي، وتوفير الخدمات الأساسية في البلاد.
فالزمن دوار والأيام دول، ولنا عبرة في ذلك أيام الزعيم علي عبدالله صالح، خرجوا أصحاب القوات المسلحة المقصيين من أعمالهم، مطالبين إعادتهم إلى سلك القوات المسلحة أو صرف لهم رواتبهم، ولم يستجب لذلك، ثم ارتفعت المطالب للجنوبين إلى المطالبة بالانفصال عن الدولة اليمنية، واستعادة دولتهم المنهوبة، فلا أحد يستخف ويقلل من غضب الشعوب الأبية لقيادتها وسلطتها، أو تجعل السلطة في أذنيها وقرأ ، إلا وكانت الهزيمة والذل والهوان والزوال يلاحقها أينما كانت.
فكم من دول عاتية ذو قوة وبأس إنتهت وزالت وأصبحت عروشها خاوية، كأن لم تكن بالأمس.
فحذاري حذاري من عدم الإصغاء للشعوب التواقة للحرية والعدالة والعيش الكريم.
مذكرااات
أبو السلطان الهيثمي