أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

سقوط رهانات حلف قبائل حضرموت

خاص – حضرموت نيوز

في الوقت الذي تعيش فيه محافظة حضرموت مرحلة دقيقة من التجاذبات السياسية والاقتصادية، أصدر حلف قبائل حضرموت بيانًا حمل في طيّاته لغة تبريرية لتراجعه في مواقفه السابقة من السلطة المحلية، بعد فشل محاولاته في الضغط على قيادتها لاقتسام عوائد المشتقات النفطية.

تفكيك البيان: لغة مرنة تخفي خيبة سياسية

البيان الذي صدر تحت عنوان “توضيح”، جاء بصياغة ناعمة حاول فيها الحلف التخفيف من وقع التراجع بعد أيام من مفاوضات وُصفت بأنها “صفقة لم تكتمل” لا أحد يدري مع من تمت ولا أين ولا كيف.
فبينما تحدّث البيان عن “التفاهمات مع قيادة السلطة المحلية” و“الحرص على الأمن والاستقرار”، إلا أنه تجنّب الإشارة إلى جوهر الخلاف الحقيقي المتعلق بعوائد النفط وآلية توزيعها — ما اعتبره مراقبون محاولة لتغليف مطالب مادية بعبارات وطنية عامة، وهو ما رفضته وترفضه السلطة المحلية على الدوام.

كما بدت عبارات مثل بادرنا للتجاوب و“أبدينا حسن النية”، مؤشرات على موقف دفاعي يعبّر عن إخفاق الضغوط السابقة، خصوصًا بعد أن أقرّ الحلف في نهاية البيان بأن “كل ذلك وصل إلى طريق مسدود”، في إشارة ضمنية إلى انتهاء ورقة الضغط دون نتائج تذكر.

ابتزاز سياسي مفضوح

بحسب مصادر محلية، فإن حلف بن حبريش، كان يسعى إلى تثبيت اتفاق يضمن له نصيبًا من عوائد المشتقات النفطية، إلا أنه أقر بفشل تلك المفاوضات ما أدى إلى تصاعد حالة من التذمر الداخلي وانكشاف التباينات بين قياداته.
ويرى مراقبون أن البيان لم ينجح في تبرير هذا الفشل، بل أظهر بوضوح تحوّله من لغة التهديد إلى لغة الاستعطاف والتبرير.

ردود الأفعال: انكشاف الحلف وتآكل المصداقية

الناشط يوسف العمودي:

علق ساخرًا:

“محشوا الاتفاق، وتم تفعيل الهجوم على المحافظ، ومع حلف الديزل تتزايد النكبات والكذبات.”
في إشارة إلى أن الحلف لم يعد يملك سوى الخطاب الإعلامي بعد خسارته لأوراقه السياسية.

سالم علي

أشار إلى البعد السياسي القادم بقوله:

“أكيد بيعودوا لحكاية الحكم الذاتي دام الصفقة ما نجحت، منقول إلا الله يعين الناس في حضرموت.”
ليؤكد أن الحلف سيلجأ إلى شعارات قديمة بعد فشل مساعيه المادية.

عبدالعزيز بن حميد

قدّم تعليقًا حادًا، معتبرًا أن الحلف فقد مصداقيته تمامًا:

“قلنا لهم إن الفاسد الذي جلس أكثر من عقد وهو يلهط دون حسيب لن يأتي بحقوق حضرموت، الذي ما فكر فيها إلا بعد ما قطعوا السبار عليه، ما بايجيب شي حقوق بقدر ما يفكر في مصلحته الشخصية فقط.”

ياسر البريكي

اختصر الموقف بعبارة موجزة:

“للأسف، الحلف انكشف إنه يدور مصالح شخصية.”

خلاصة المشهد

يبدو أن حلف قبائل حضرموت، فقد توازنه السياسي بعد فشل محاولاته في مقايضة السلطة بعوائد النفط، ما دفعه إلى إصدار بيان متناقض بين التهدئة والتبرير.
الخطاب الذي بدأ بالمطالبة بحقوق حضرموت، انتهى — بحسب المراقبين — إلى مفاوضات مصالح محدودة، قبل أن يتراجع في بيان “التوضيح” الذي لم يوضّح شيئًا سوى حجم الأزمة داخل الحلف نفسه.

 

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish