ازدهار السوق السوداء في صنعاء

متابعات – حضرموت نيوز
تشهد العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي أزمة خانقة في المشتقات النفطية، أعادت السوق السوداء للظهور من جديد، وسط ارتفاع غير مسبوق في أسعار الوقود، ما ينذر بتداعيات إنسانية واقتصادية واسعة.
وقالت مصادر محلية، إن السوق السوداء عادت بقوة في صنعاء، عقب الأزمة المتفاقمة في الوقود، والتي عزتها إلى الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي على ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة، المصدر الرئيسي للمشتقات النفطية القادمة إلى مناطق سيطرة الحوثيين.
وذكرت المصادر أن أسعار الوقود سجلت قفزات كبيرة، حيث وصل سعر اللتر الواحد من البنزين في السوق السوداء إلى 1500 ريال، بينما يباع الجالون (20 لترًا) بنحو 24 ألف ريال (ما يعادل 165 ريالًا سعوديًا)، بعد أن كان سعره الرسمي لا يتجاوز 9500 ريال.
وأشارت إلى أن محطات الوقود التابعة لشركة النفط الخاضعة لمليشيا الحوثيين أغلقت أبوابها منذ عدة أيام، بحجة نفاد الكميات المتوفرة، ما تسبب في اصطفاف طوابير طويلة أمام عدد محدود من المحطات الخاصة، ولجوء المواطنين لشراء الوقود من السوق السوداء، التي تُدار -وفق اتهامات محلية- بتواطؤ من قيادات حوثية متنفذة.
قلق متصاعد من تداعيات إنسانية
ويحذر مراقبون من تفاقم الأوضاع الإنسانية مع استمرار الأزمة، خاصة في ظل الارتفاع المتسارع لأسعار المواصلات والمواد الأساسية، نتيجة زيادة كلفة الوقود، وسط غياب أي معالجات جادة من سلطات الأمر الواقع في صنعاء.
وكانت شركة النفط اليمنية التابعة للمليشيا في صنعاء قد أقرت قبل أيام بوجود أزمة حادة في المشتقات النفطية، وأعلنت عن تفعيل “خطة طوارئ” لإدارة الكميات المحدودة المتوفرة حاليًا، في انتظار السماح للسفن الراسية في عرض البحر باستئناف عمليات التفريغ.
وتعود أسباب الأزمة إلى الضربات الجوية المكثفة التي نفذتها القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية، في 17 أبريل الماضي، مستهدفة ميناء رأس عيسى، ما أسفر عن تدمير واسع للبنية التحتية للميناء، وأوقع -وفق وزارة الصحة الحوثية- 74 قتيلًا و171 جريحًا من المدنيين.
وبررت واشنطن الضربة بأنها جاءت ردًا على تصعيد مليشيا الحوثي واستهدافها المتكرر للملاحة الدولية في البحر الأحمر، محذرة من تداعيات استمرار هذه الهجمات على أمن الملاحة العالمية.
ويُعد ميناء رأس عيسى أكبر موانئ تصدير النفط في اليمن، ويؤمّن الجزء الأكبر من واردات المشتقات النفطية للمناطق الخاضعة للحوثيين، ما يجعله هدفًا متكررًا للهجمات الجوية ضمن التصعيد العسكري الأخير.
المصدر: بوابتي