مقالات الرأي

ورطة الحلف

بقلم: صبري مانع

في ظل المتغيرات السياسية المتسارعة التي تشهدها الساحة اليمنية، أكدت مصادر قبلية أن خلافات بدأت تدب داخل “حلف قبائل حضرموت” ببن معارضين لسياساته وآخرين يدفعون لإصدار بيان موقف من إعلان مليشيا الحوثيين، والولايات المتحدة، وسلطنة عمان وقف إطلاق النار.

هذا البيان المنتظر كشف عن حالة من الحرج داخل الحلف، خاصة مع تصاعد الاتهامات ضده بالتواطؤ مع المليشيا الحوثية، وازدواجية مواقفه تجاه الأحداث المفصلية التي تمس أمن حضرموت واقتصادها.

ورغم اعتداءات مليشيا الحوثي المتكررة على حضرموت وشبوة، بما في ذلك قصف مناطق النفط وفرض حصار اقتصادي خانق على المحافظة، ظل “حلف قبائل حضرموت” متحفظًا في إدانة تلك الجرائم، بل وفضل الصمت في كثير من المواقف التي كانت تتطلب منه موقفًا وطنيًا واضحًا.

وفي موقف مثير للجدل، يُنتظر من الحلف إصدار بيان يبارك الاتفاق الحوثي-الأمريكي-العماني، مع تهنئة صنعاء بما يسمونه “الصمود الأسطوري”، ما اعتبره مراقبون فضحًا لعلاقة الحلف بالمليشيا الحوثية التي طالما تجاهل جرائمها ضد حضرموت وأبنائها.

اللافت أن الشيخ بن حبريش — أحد أبرز القيادات القبلية في حضرموت — سبق أن صرّح في لقاءات قبلية عن وجود قيادات من أبناء قبيلته موالية للحوثيين، بل وأكد أن الحلف يتجنب انتقاد الحوثيين “حتى لا يغضبهم”، بينما يخصّص بياناته وخطابه الإعلامي لمهاجمة السلطة المحلية، وتخوينها بشكل متكرر.

هذه الازدواجية، بحسب متابعين، تعكس حالة من التحالفات المشبوهة بين بعض القيادات القبلية والمليشيا الحوثية، التي تحاول استغلال الغطاء القبلي لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية داخل حضرموت، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

ختامًا، يتساءل الشارع الحضرمي:
هل سيواصل الحلف انتهاج سياسة الصمت تجاه الحوثيين؟ أم سيتحمل مسؤوليته الوطنية ويدافع عن حضرموت أمام من يهدد أمنها واقتصادها؟

الأيام القادمة كفيلة بكشف المستور.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish