حلف “بن حبريش” من “الهَبَّة” إلى الانهيار

كتب: المحرر السياسي
منذ انطلاق هبَّة حلف “بن حبريش” في يوليو ٢٠٢٤، مُعلنةً الثورةً على السلطات المركزية، وواعدة بتغيير جذري يُنقذ المحافظة من مستنقع الخدمات المتدهورة، لم يكد المواطن يرى سوى سيناريو مُكرر لخطابات نارية سرعان ما تتبخر مع أول اختبار للواقع، ناهيك عن المشاريع الورقية التي تتحول إلى ذكريات مُرة في أدراج النسيان.
شعارات
فالحلف، الذي رفع شعاراتٍ كـ “حضرموت أولًا”، لم يُثبت حتى اللحظة أنه قادر على ترجمة الشعارات إلى واقع، بل يبدو أن اجتماعات الحلف تحوَّلت إلى منصاتٍ لاستعراض الخطابات، بينما المواطنون ينتظرون دورهم في طابور “الوعود المُعلَّقة”.
عام من “الهبَّة”.. ما تحقق؟!
اندلعت هبة الحلف في ٢٠٢٤ كزلزالٍ ثوري ضد الفساد والإهمال، وسط آمالٍ بأن تحمل القبائل عصا سحرية لاصلاح البنى التحتية المُنهارة. لكن بعد عامٍ من الهبَّة، لم يُسجل للحلف أي إنجاز ملموس، بل إن تقارير محلية تشير إلى تدهور بعض الخدمات، فيما تُدار الاجتماعات القبلية كـ “مسرحيات كلامية” تُوزع فيها الاتهامات بين الأطراف كالكروت السياسية.
إحصاءات تُنذر بتراجع الشعبية
ووفقا لمسحٍ ميداني أجرته منصات محلية، تبين أن ٩٠% من سكان مدن حضرموت يُجمعون على أن الحلف فشل في تقديم أي خدمة جديدة.
في حين ان ٧٥% يرون أن شعبية الحلف تتراجع بسرعة، خصوصًا بعد تحالفه مع وجوهٍ سياسية مثيرة للجدل.
مشاريع الوهم
كل ما أنجزه الحلف هو وعود بالكهرباء ومُخططات لمشاريع وهمية، بينما التنفيذ لا يزال حبيس اجتماعات اللجان! فلم ينسَ المواطنون تذكُّر المهرجان الأخير الذي نظمه الحلف في الهضبة، حيث وُعد الأهالي بحل أزمة الكهرباء خلال أسبوع، لكن النتيجة كانت انقطاع التيار لثلاثة أيام!
الخطاب الدفاعي
ودفعت موجة الانتقادات قيادات الحلف للخروج ببياناتٍ تُحمِّل السلطات المركزية مسؤولية التعطيل، لكن المواطنين يرددون: “إذا كنتم عاجزين عن فرض إرادتكم، فلماذا رفعتم سقف التوقعات؟”.
مواطنون
أحد سكان المكلا قال لـ”حضرموت نيوز” بسخرية مُمزوجة بالغضب: “لو كان للوعود رصيدٌ في البنك، لكان الحلف متقدما سياسيا، لكن للأسف، نعيش على إرث الاستعمار البريطاني في الكهرباء، ومياه الشربٍ، ما يعني ان قيادات الحلف مازالت تعيش في القرن العشرين!”
التعليق الأقسى جاء من ناشط مدني في شبام، حيث قال: ” الحلف حوَّل نفسه من ثورةٍ ضد الفساد إلى جزءٍ من الديكور الفاشل، فحتى مشاريع تنظيف الشوارع صارت أحلامًا مؤجلة!”.
ويضيف مواطن آخر: “الشعبية لا تُكتسب بالخطابات، بل بالنتائج، وحضرموت التي عانت لعقود لن تنتظر ألف عامٍ أخرى تحت شعاراتٍ جوفاء، لذا على الحلف إما أن يتحوّل إلى أداة فعلية للتغيير، أو يترك التاريخ ليسجل انه كان احدى أدوات الوهم”.
وبينما يتزايد السخط الشعبي، وتتصاعد دعواتٌ لتشكيل كياناتٍ جديدة فاعلة، يبرز سؤال مهم، هل سيستفيق الحلف قبل فوات الأوان؟!.